للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيره] (١) ورواه، وتوفي في جُمادى الأُولى، وعُمِلَ له عُرْسٌ عظيم على مذهب الصُّوفية، وأُنفق فيه مالٌ كثير، واجتمع أربابُ الدولة ومشايخ الرُّبُط، رحمه الله تعالى (٢).

وفيها توفي

بوزبه صاحبُ خوزستان (٣)

كان قد نَفَرَ من مسعود، فخرج مسعود من بغداد إلى هَمَذَان، وكان بوزبه لما قتل مسعود عَبَّاسًا قد جمع وحشد، والتقيا في مرج قراتكين، واقتتلا قتالًا عظيمًا، وقيل: إنَّ بوزبه جاء في خمسة آلاف جريدةً ليكبس السلطان، وكان السُّلْطان في عشرة آلاف فارس، فحمل بوزبا، فكسر السلطان وتأخَّر، واشتغل أصحابه بالنَّهْب، وحمل عليهم مسعود فيمن بقي معه، وحمل عليه بوزبه، فعثر به فرسه، فَقُتِلَ، وبَعَثَ مسعود برأسه إلى بغداد.

[فصل: وفيها توفي] (٤)

جاولي الأمير: صاحب أَذْرَبيجان (٥)

كان شجاعًا شهمًا، يخافه مسعود وغيره، وهو الذي جَمَعَ على مسعود، فلم يَثْبُتْ له، ثم اتَّفقا، ولما حَبَسَ مسعود أخاه سليمان شاه رَجَعَ عنه جاولي، وأقام ببلاده، ولم يلتفت على مسعود.

وسبب وفاته أَنَّه افتصد، ثُمَّ ركب، فَعَنَّ له أرنبٌ، فرماه بسهمٍ فانفجر فِصادُهُ، فَضَعُف، ولم يقدر الطَّبيب على حبس الدَّم، فمات.

فقال ابن الندى (٦) الشَّاعر [هذا البيت] (٤): [من الكامل]


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش) إلا أنه جاء في آخر الترجمة، فأعدته إلى حاقِّ موضعه، مستأنسًا بما ورد في "المنتظم": ١٠/ ١٢١.
(٢) ولي ابنه صدر الدين عبد الرحيم بعده، وقد توفي سنة (٥٨٠ هـ)، وستأتي ترجمته في وفياتها.
(٣) ذكر ابن الأثير في "كامله": ١١/ ١١٩ مقتل بوزبه في حوادث سنة (٥٤٢ هـ).
(٤) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٥) انظر "تاريخ دولة آل سلجوق": ١٨٥ - ١٨٦.
(٦) في (ع): ابن البدوي، وفي (ح) و (م) و (ش): ابن الندى، ولم أقف عليه، ويستبعد أن يكون حسان بن تميم بن نصر، المتوفى سنة (٥٦٠ هـ)، فذاك ابن الندى، وهو دمشقي، وليس بشاعر، وقد جاء في "دولة آل سلجوق": ١٨٦، وفي ذلك يقول زين الدين المظفر بن سيدي الزنجاني من قصيدة. ثم ذكر هذا البيت.