للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو يضرب ﴿مَا يَنْظُرُونَ إلا صَيحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ [يس: ٤٩] فكان ذلك آخرَ كلامه، ورمي في دِجْلة ليلًا، وسُرَّ الناس بموته؛ [لأنه فتك بالمال والحريم] (١).

[فصل: وفيها توفي

عبد السلام بن عبد الوهَّاب بن عبد القادر (٢)

الذي أحرقت كتبه بالرحبة. كان الخليفة استأصله حتى طلب من الناس، ثم توصل حتى ولي وكالة الأمير الصغير علي ابن الخليفة.

وكان خالي أبو القاسم صديقه، وقد كانت عادته يوالي مَنْ يعادي أباه. قال لي خالي أبو القاسم يومًا بعد ما مات جدي بيسير: لي صديقٌ يشتهي أن يراك. ولم يعرِّفْني مَنْ هو، فمشيت معه، فأدخلني إلى دار شممت من دِهْليزها رائحة الخمر، ودخلنا، فإذا الركن عبد السَّلام جالسٌ وعنده صبيان مُرْدان، وهو في حالةٍ قبيحة، فلم أقعد، فصاح خالي والركن فلم ألتفت، فتبعني خالي، وقال: خجَّلْتني من الرجل. فقلت: لا جزاك الله خيرًا. وأسمعته غليظ الكلام.

ومرض عبد السَّلام بعِلَّة البطن، فَرمى كبده قِطَعًا، ومات في هذه السنة] (١).

عبد العزيز بن محمود بن المبارك (٣)

أبو محمَّد، البَزَّاز.

ولد سنة ست وعشرين وخمس مئة، وقيل: سنة أربع وعشرين، سمع الحديث الكثير، وصنَّف، وكانت وفاته في شوَّال، ودُفِنَ بباب حَرْب، وكان فاضلًا، صالحًا، دَيِّنًا، عفيفًا، لطيفًا، أنشد لغيره: [من الطويل]

ألا هل لأيام الصِّبا مَنْ يعيدُها … فيطرب صَبٌّ بالغضا يستعيدُها


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٣٠٣ - ٣٠٤، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٢٥٣، و"سير أعلام النبلاء": ٢٢/ ٥٥ - ٥٦، وفي "المذيل" تتمة مصادر ترجمته.
(٣) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٣١٧ - ٣١٨، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٢٥٣ - ٢٥٤، و"سير أعلام النبلاء": ٢٢/ ٣١ - ٣٢، وفي "المذيل" تتمة مصادر ترجمته.