كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الثامنة والأربعون بعد المئة - الأعمش - ج: 12 - ص: 199

الله، ومن استبطأَ الرزق فليستغفر الله، ومن حزبهُ أمر فليقل: "لا حول ولا قوة إلا بالله العليِّ العظيم" فلمَّا قام سفيان قال جعفر: خذها يا سفيان ثلاثًا، وأيُّ ثلاث (١) (٢).

[الأعمش]

[سليمان] (٣) بن مهران الأسدي مولى بني كاهل.

من الطبقة الرابعة من أهل الكوفة، ولد يوم عاشوراء سنةَ ستين يوم قتل الحسين ﵁، وقيل: ولد سنة ثمان وخمسين، ويقال: إن أباه مهران شهد مقتل الحسين ﵇ (٤).

ولد الأعمش بدنباوند، وقيل: بطبرستان، وقيل: ولد بالكوفة (٥) ونشأ بها.

وكان صاحب قرآن وفرائض وعلم بالحديث، علامة الإسلام.

قال عيسى بن يونس: ما رأينا في زماننا مثل الأعمش، ما رأينَا الأغنياء والسلاطين في مجلس أحدٍ أحقرَ منهم في مجلسِه، وهو محتاجٌ إلى درهم.

وقال وكيع: منذ سبعينَ سنة لم يفت الأعمشَ التكبيرةُ الأولى في جماعة (٦)، ورأيتُه يومَ الجمعة قد راح إلى الجامع وعليه فروةٌ قد قلبَها، فجعلَ جلدَها على جلده، وصوفها إلى خارج (٧).

---

(١) صفة الصفوة ٢/ ١٦٩. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٦٤٢)، (٤١٣٢) (طبعة دار الرشد)، والخطيب في تاريخ بغداد ٤/ ٢٩٦. وقال البيهقي: تفرد به الزنبري … والمحفوظ هذا الكلام من قول جعفر نفسه، وقد روي من وجه آخر ضعيف نحو رواية الزنبري.
قال المناوي في فيض القدير ٦/ ٩٠: والزنبري هذا أورده الذهبي في الضعفاء وقالوا: ضعفه أبو زرعة وغيره ....
(٢) انظر ترجمته بالإضافة إلى المصادر السابقة في تاريخ اليعقوبي ٢/ ٣٨١، وأنساب الأشراف ٣/ ١١٥، وسير أعلام النبلاء ٦/ ٢٥٥ وغيرها.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).
(٤) انظر طبقات ابن سعد ٨/ ٤٦١، ٤٦٣.
(٥) لم أقف على من ذكر أنه ولد بالكوفة!؟
(٦) تاريخ بغداد ١٠/ ١٢.
(٧) من قوله: ورأيته يوم الجمعة … إلى هنا ذكره الخطيب في تاريخه لكن من قول أحمد بن عبد الله العجلي، لا من قول وكيع.