للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأقام بها إلى سنة ثمان وأربعين ومئة، فتوفي بها وهو ابن إحدى وسبعين سنة (١).

ودُفن بالبقيع عند أبيه وجذه، وعلى قبره رخامة مكتوبٌ عليها: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمدُ لله مبيد الأمم ومحيي الرمم، هذا قبرُ فاطمة بنتِ رسول الله ، سيِّدة نساء العالمين، وقبر علي بن الحسين، ومحمد بن عليّ، وجعفر بن محمد عليهم الصلاة والسلام (٢).

وقال الهيثم: سُمَّ جعفر، فما زال مريضًا حتَّى مات رحمة الله عليه.

ذكر أولاده:

فولد إسماعيلَ الأعرج، وعبدَ الله، وأمَّ فروة، وأمُّهم فاطمة بنت الحسين الأثرم بن حسن بن علي بن أبي طالب، وموسى بن جعفر، حبسه هارون ببغداد عند السندي مولى هارون، فمات في حبسه، وإسحاق، ومحمدًا، وفاطمة تزوَّجَها محمد بن إبراهيم الإمام، فهلكت عنده، وأمهم أم ولد، ويحيى، والعباس، وأسماء، وفاطمة الصغرى، وهم لأمهاتِ أولادٍ شتى (٣).

فأمَّا محمد فكان يسمى الديباج لحسنه، وأمَّا موسى فالنسلُ له، وأمَّا إسماعيل فإليه ينسب الإسماعيليَّة، وأمَّا محمد فإنَّه خرج على المأمون في سنة ثلاث ومئتين، وتوفي سنةَ أربعٍ ومئتين.

أسند جعفر عن أبيه، ونافع، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم.

وروى عنه سفيانُ الثوري، ومالك بن أنس، وشعبة، وأيوب السختياني في آخرين.

قال ابن أبي حازم: كنت عند جعفر بن محمد إذ جاء ابنه فقال: سفيانُ الثوري على الباب، فأذن له، فدخل، فقال له جعفر: إنَّك رجل يطلبك السلطان، وأنا أتَّقي السلطان، فقم فاخرج غير مطرود، فقال سفيان: حَدّثني حتى أسمع وأقوم، فقال جعفر: حدّثني أبي عن جدِّي أنَّ رسولَ الله قال: "من أنعم الله عليه نعمة فليحمد


(١) طبقات ابن سعد ٧/ ٥٤٤.
(٢) مروج الذهب ٦/ ١٦٥.
(٣) طبقات ابن سعد ٧/ ٥٤٤.