للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن إسحاق: لم يحجّ في خلافته؛ لأنه كان مشغولًا بتجهيز الجيوش إلى العراق والشام، وإنما اعتمر في رجب (١).

وفيها توفي أردشير بن شيرويه، واختلف أهلُ مملكته يُولّون ويَعزلون، ويَخلعون ويُملّكون، وكان ذلك من سعادة الإِسلام والمسلمين.

وكان شيرويه قد أفنى أولاد الملوك ومن كان يُناسبه إلى كسرى بن قباذ فلم يبق للفرس مَن يجتمعون إليه، فتحيّروا في أمرهم، ولم يبق لهم إلا الدَّفع عن المدائن، فولَّوا ابن أردشير، واسمه قباذ، وكان عمره سبع سنين، فأقام خمسة أشهر (٢).

وكان شهريار بن أبرويز مقيمًا بأنطاكية، قد جهزه أبوه شهريار إلى المدائن، وكان أخوه شيرويه قد قتل أباه أبرويز على ما تقدم، فلما وصل إلى المدائن ملكها، وقتل قباذ ابن أردشير وظلم وطغى وبغى، وفضح النساء، وهتك الحريم، فوثبوا عليه فقتلوه، وكان مُلكه عشرين يومًا.

[بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري]

وكنيته أبو النعمان، من الطبقة الأولى من الخزرج، شهد العقبة مع السبعين، وبدرًا وأحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله ، وأمُّه أنيسة بنت خليفة من ولد امرئ القيس، وهو والد النعمان بن بشير، وكان يكتب بالعربية في الجاهلية، واستعمله رسول الله على السلاح في عُمرة القضيّة سنة سبع، وهو الذي كسر الأمر على سعد ابن عبادة يوم السقيفة، وبايع أبا بكر أول الناس (٣).

قال عمر بن الخطاب يومًا في مجلس فيه المهاجرون والأنصار: أرأيتم لو تَرخَّصت في شيءٍ ما كنتم تصنعون؟ فقال بشير: لو فعلتَ قَوَّمناك تقويمَ القِداح (٤).

وكان بشير زوج أخت عبد الله بن رواحة، وله منها ابنة يقال لها عمرة (٥)، واستشهد


(١) انظر الطبقات الكبرى، وتاريخ الطبري ٣/ ٣٨٦.
(٢) انظر المنتظم ٤/ ١٠٦.
(٣) طبقات ابن سعد ٣/ ٥٣١، والاستيعاب (١٨٦)، والمنتظم ٤/ ١١٢.
(٤) تاريخ دمشق ٣/ ٣٧٢ (مخطوط).
(٥) كذا وهو خطأ، صوابه ما في طبقات ابن سعد ٣/ ٥٣١، وجمهرة ابن حزم ٣٦٤، وتاريخ دمشق ٣/ ٣٦٩ من أن ابنته اسمها: أُبيَّة، وأمها عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة.