للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أميَّة بن عبد شمس، وعُتبة ومحمد الأصغر والحارث ورَيْطة وأمُّ الحارث، وأمهم أمُّ عمرو بنت المطَّلب بن أبي وَدَاعةَ السَّهمي، وسعيد لأمّ وَلَد.

وأخرج له ابنُ سعد حديثًا رفعه إلى عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن أبيه أن رسول الله عَلَّمهم الصلاةَ على الميِّت فقال: "اللَّهمَّ اغفِرْ لحيِّنا ومَيِّتنا -أو لأحيائنا وأمواتنا- وأصلح ذاتَ بيننا، وألِّفْ بين قلوبنا، اللَّهمَّ عبدك فلان بن فلان، لا نعلم إلَّا خيرًا، وأنت أعلمُ، فأغفر لنا وله"، قال: فقلتُ وأنا أصغرُ القوم: يا رسول الله، فإن لم نعلم خيرًا؟ [فقال:] "فلا تقُلْ إلَّا ما تَعلم" (١).

[الحكم بن أبي العاص]

ابن أميّة بن عبد شمس، عمُّ عثمان رضوان الله عليه، وأمه رُقَيَّة بنت الحارث، مَخزوميّة، ويسمّى طَريَد رسول الله ولَعينَه.

أظهر الإسلام يوم الفتح خوفًا من القتل، ولم يَحسُن إسلامُه، ولما انتقل من مكّة إلى المدينة نزل على ابن أخيه عثمان رضوان الله عليه، فكان عينًا على رسول الله ، يُطالع الإعراب والكفار بأخباره، فنفاه إلى الطائف.

بينا رسول الله يمشي ذات يوم، مشى الحكمُ خَلفَه، فجعل يَخلج بأنفه وفيه، أي: يُحاكي رسول الله ، ويتكفَّأُ ويَتمايل، فالتفت رسول الله فرآه، فقال له: "كن كذلك"، فما زال عُمرَه على ذلك.

وقد لَعنَه رسول الله وما وَلَد، ولهذا قالت عائشةُ رضوان الله عليها لمروان: أشهد أن رسول الله لعن أباك وأنت في صُلْبِه.

وهجا عبد الرحمن بن حسَّان بن ثابت مروانَ بنَ الحكم فقال: [من الكامل]

إن اللعينَ أباك فارْمِ عظامَه … إن تَرْمِ تَرْمِ مُخَلَّجًا مجنونا

يُضْحي خميصَ البَطْنِ من عمل التُّقى … ويظلُّ من عَملِ الخبيث بَطينا (٢)


(١) طبقات ابن سعد ٤/ ٥٢ - ٥٣، وانظر ترجمته في: نسب قريش ٨٦، والاستيعاب (٤٣٥)، والتبيين ١٠٠، والسير ١/ ١٩٩، والإصابة ١/ ٢٩٢.
(٢) الموفقيات ٢٥٧، وأنساب الأشراف ١/ ١٧٤ و ٥/ ٢٨٤، والاستيعاب (٤٨٢).