للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتُريكَ نفسُكَ في مُعاندةِ الورى … رُشْدًا ولستَ إذا فعلْتَ براشدِ

شغلَتْكَ عن أفعالِها أفعالُهُمْ … هلَّا اقتصرتَ على عدوٍّ واحدِ

توفِّي الصوري يوم الأحد تاسع عشر شوال عن نيِّف وثمانين سنة، ويقال: إنه مات بصور.

[وفيها تُوفِّي]

مبارك (١)

الأنماطي، البغدادي، التاجر، كان له مالٌ عظيمٌ، فخرج إلى مصر، فتوفِّي بها، وكان معه ثلاثُ مئة ألف دينار، فسأل صاحبُ مصر: هل له وراث؟ قالوا: نعم، له بنتٌ ببغداد. فترك ذلك كُلَّه للبنت.

[وفيها تُوفِّي]

[محمد بن محمد]

ابن إبراهيم بن مَخْلَد، أبو الحسن، البغدادي، الفقيه، الحنفي، وُلِدَ سنة تسع وعشرين وثلاث مئة، وسمع الحديثَ الكثيرَ ورواه، وكان يتَّجر، وله مالٌ عظيمٌ، خرج إلى مصر فأقام بها، ثم عاد إلى بغداد، واتَّفقتِ المصادراتُ بسبب الأتراك والتقسيط، [وصودِرَ أهلُ الكَرْخ، وكان في الجملة] (٢) فأُخِذَ جميعُ مالِه وافتقر، وتُوفِّي ولم يكن له كفنٌ، فبعث له الخليفة إهابًا (٣) من عنده، سمع إسماعيل بن محمد الصفَّار ومحمد بن عمرو الرزَّاز وعمر بن الحسين الشيباني، وهو آخر من روى عنه، ويقال: إن الخطيب كتب عنه] ولم يكن في زمانه أعلى إسنادًا منه، وكان صدوقًا، صالحًا، ثقةً، فاضلًا، فقيهًا، [عارفًا بفنون العلوم].


(١) تاريخ بغداد ٣/ ٢٣١ - ٢٣٢. وتنظر الترجمة في المنتظم ١٥/ ١٩٢.
(٢) ما بين حاصرتين هنا وفي الموضع الآتي من (م) وحدها.
(٣) في (م): أكفانًا، وفي تاريخ بغداد: بأكفانه، والترجمة فيه ٢٣١ - ٢٣٢. وينظر السير ١٧/ ٣٧٠.