للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّنة الحادية والسَّبعون بعد المئتين

فيها دخل محمَّد وعليٌّ ابنا الحسين بن جعفر بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليٍّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب المدينة، وقتلا جماعةً من أهلها وأخذا الأموال، ولم يصلِّ أهلُها في مسجد رسول الله أربع جُمَعٍ، لا جمعة ولا جماعة، فقال العبَّاس بن الفَضْل العَلَويُّ (١): [من الخفيف]

أُخرِبتْ دارُ هجرةِ المصطفى … البَرِّ فأبكى إخرابُها المسلمينا

عينُ فابكي مقامَ جبريلَ والقَبْـ … ـرَ والرَّوْضَ والمِنْبرَ الميمونا

وعلى المسجد الذي أُسُّهُ التَّفـ … ـوى خَلاءً أضحى من العابدينا

وعلى طَيبةَ الَّتي بارك اللـ … ـه عليها بخاتَم المُرْسَلينا

وفيها أُدخل جماعةٌ من أهل خُراسان على المعتمد، وأَشهدهم أنَّه قد عَزل عمرَو بن الليث عمَّا كان قَلَّده من خراسان، وأنَّه قد قلَّدها محمَّدَ بن طاهر، وأمر بلَعْن عمرو بن اللَّيث على المنابر (٢).

وفيها كانت وقعة عظيمة بين أبي العبَّاس ابن الموفَّق وبين خُمارويه بن أحمد بن طولون بمكان يقال له: الطَّواحين بأرض فلسطين.

كان الموفَّق قد جهَّز ولده أبا العبَّاس في جيوش العراق، وأعطاه الخزائن، وولَّاه أعمال ابن طولون، فخرج أبو العبَّاس من سُرَّ مَن رأى إلى الشَّام، فنزل بفلسطين، وجاء خُمارويه [بن أحمد] من مصر، والتقيا، فقُتل بينهما خلقٌ عظيم (٣) بحيث جرت الطَّواحينُ من الدِّماء على ما قالوا، وكانت الدَّبْرة على خُمارويه، فانهزم إلى مصر على الجمازات (٤)، واشتغل أصحابُ أبي العبَّاس بالنَّهب.


(١) "تاريخ الطبري" ١٠/ ٧، و"الكامل" ٧/ ٤١٣.
(٢) "تاريخ الطبري" ١٠/ ٧، و"الكامل" ٧/ ٤١٤.
(٣) في (خ): كثير، والمثبت من (ب)، وما بين معكوفين منها.
(٤) في "المنتظم" ١٢/ ٢٤٣، والطبري ١٠/ ٨: على حمار.