للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الحادية والعشرون بعد المئتين]

فيها كانت وقعةٌ عظيمةٌ بين بابك وبغا الكبير، وذلك لأنَّ بغا لمَّا قدم بالمال على الأفشين خرجَ بغير أمره يقصد البذَّ قرية بابك، والأفشين على حاله ببرزند (١)، وبابك غائب عن البذ فدخله بغا وأقام به يومًا، فرجعَ عليه عسكرُ بابك فقتلوا معظمَ أصحابه وهزموه واستباحوا عسكره، فأقام ببعض الأماكن، وأرسل إلى الأفشين يستمدُّه، فقال: خالفَ أمري، ولم يخبرك بخروجه (٢)، فجهَّز إليه جيشًا مع أخيه الفضل بن كاوس وواعدَه وقتًا بعينه يلتقيه فيه، وسار الفضْل إلى بغا، وخرج الأفشين بعده، والتقَوا في الوقت الذي عيَّنه، وجاءهم بابك فالتقوا، فظهر عليه الأفشين، فهزمه وغنمَ عسكره وخيامه، وانهزم بابك. وقيل: إنَّ بغا لم يحضر هذه الوقعة، اختلفَ مع الأفشين في الوقت والمكان (٣).

[قال الطبريُّ: وفي هذه السنة انتقل المعتصم إلى سُرَّ من رأى (٤). وقد حكينا عن الصُّوليّ أنَّه قال: كان ذلك في سنة عشرين ومئتين (٥).] (٦)

وحجَّ بالناس محمَّدُ بن داود بن عيسى بن موسى بن محمَّد بن علي، وهو أميرُ مكَّة.

[فصل] وفيها توفي

إبراهيمُ بن شمَّاس

أبو إسحاق السمرقنديّ، كان عالمًا زاهدًا ورعًا ثبتًا ثقةً شجاعًا بطلًا مبارزًا عظيم الهامة.

[حكى الخطيب عن الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه أنه قال:] (٧) كتب إليَّ


(١) في (خ): برزند، وفي (ف): بوريد. ولعلَّ المثبت هو الصواب. وانظر تاريخ الطبري ٩/ ٢٣ - ٢٤. وبَرْزَند بلد من نواحي إرمينية، أول من عمرها الأَفشين وجعلها معسكرًا له، وكانت من قبله خرابة. معجم البلدان ١/ ٣٨٢.
(٢) كذا في (خ) و (ف)!.
(٣) تاريخ الطبري ٩/ ٢٣، والمنتظم ١١/ ٦٤، والكامل لابن الأثير ٦/ ٤٥٦.
(٤) تاريخ الطبري ٩/ ١٧ لكن في أحداث سنة عشرين ومئتين.
(٥) ص ٢٤٣ من هذا الجزء.
(٦) ما بين حاصرتين من (ب)، ولم تذكر فيها تفاصيل وقعة بابك وبغا الكبير.
(٧) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (خ) و (ف): قال الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه.