للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجميع، فحملوني إلى ابن طولون، فضربني مئتي (١) خَشَبة وحَبَسني، وبلغ أستاذي أبا عبد الله المغربي فخلصَني، ولما وقعت عينُه على قال: أيش فعلت؟ قلت: شبعة عدس ومئتي خشبة، فقال: لقد نجوتَ مَجَّانًا.

وقال: أتيتُ الرقَّة لأَعْبُرَ الفرات إلى الشام ومعي جماعة، فنزلنا في سفينة، وفيهم غلامٌ حَدَث، فقال: بالله لا تُعبروني في الفرات، فوالله إني لأفزع من ساقية، فشدَدْنا عينيه، وأمسك (٢) بيدي حتى عبر، فلما صرنا إلى ذلك الجانب قمتُ أُصلّي، ومعنا مقرئ، فقرأ شيئًا من القرآن، فتواجد الغلام، وألقى نفسَه في الفرات، فقطعها يَشُقّها شَقأوما ابتلَّ ثوبُه، فلما صار في ذلك الجانب وقف باهتًا، فأرسلتُ إليه السفينة فعبر فيها.

استوطن إبراهيم المَوْصِل، وكان صالحًا ثقة (٣).

أحمد بن رُمَيح بن وَكيع

أبو سعيد، النَّخَعيّ (٤).

ولد بالشَّرْمَقان، ونشأ بمَرْو، ومضى إلى اليمن فأقام عند الزيديّة.

وقال الحاكم: سألتُه المقامَ بنَيسابور فقال: عند مَن أُقيم، ما الناس اليوم بخُراسان إلا كما أنشدني بعضُ أشياخنا: [من الطويل] (٢)


(١) في (ف م م ١): بمئتي.
(٢) في (ف م م ١): ومعهم غلام حدث … لا تعبروا بي … قال فشددنا عليه وأمسكته.
(٣) وقع بعدها في (ف م م ١) ما نصه: قلت قد جاء القرميسيني في المشايخ جماعة، أحدهم ذكرناه في سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة، واسمه إبراهيم بن شيبان، صحب أبا عبد الله المغربي وإبراهيم الخواص وغيرهما، وذكره ابن خميس في المناقب، وصاحب هذه الترجمة اسمه إبراهيم بن أحمد، يقال: إنه صحب أبا عبد الله المغربي والخواص أيضًا، والخطيب ذكر هذا صاحب الترجمة وقال: طاف البلاد شرقًا وغربًا، وكان صالحًا ثقة، أسند إبراهيم بن أحمد عن النسائي والحسن بن سفيان وغيرهما وروى عنه الدارقطني وغيره، واستوطن الموصل ومات بها، قلت: وذكر في المناقب قرميسيني آخر وقال: اسمه مظفر، وذكر له كلامًا حسنًا. انتهى.
وانظر ترجمة إبراهيم بن أحمد في: تاريخ بغداد ٦/ ٥٠٣، وتاريخ دمشق ٢/ ٣٦١ (مخطوط)، وتاريخ الإِسلام ٨/ ١٢٣، والسير ١٦/ ١٣٦.
(٤) هو أحمد بن محمَّد بن رميح بن عصمة بن وكيع بن رجاء أبو سعيد النخعي، انظر تاريخ بغداد ٦/ ١٣٦، وتاريخ الإِسلام ٨/ ١١١، والسير ١٦/ ١٦٩ وذكروا أنه توفي سنة (٣٥٧ هـ)، وهذه الترجمة ليست في (ف م م ١).