للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل في ذكر شيث بن آدم ]

روى مجاهد عن ابن عباس قال: هو بالسُّريانيَّة شث وشاث، وبالعبرانيَّة شيث (١).

وذكر أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذُري قال: لما قتل هابيل ولدت حوَّاء لآدم شيئًا، فقال آدم: هذا هبةُ الله وخلفُ صدقٍ من هابيل، فسماه شيئًا (٢)، وشيث اسم أعجمي.

وحكى أرطاة بن المنذر قال: بلغني أنَّ حوَّاء حملت بشيث الوصيِّ حتَّى نبتت أسنانه، وكانت تنظر إلى وجهه من صفائه في بطنها، ولما وضعته أخذته الملائكة فمكث عندهم أربعين يومًا، فعلَّموه المهن ثم ردُّوه إليها (٣).

وقال مقاتل: أنزل الله على شيث سبعين صحيفة، وإليه تنتهي أنساب بني آدم لأنَّ جميع النَّسل انقرض، ولم يبق إلا نسله.

قال: وأنزل الله مئة كتاب وأربعة كتب (٤)، منها صحائف آدم وشيث. وكان شيث أفضل أولاد آدم وأشبههم بأبيه، ووليَّ عهده، وهو أبو البشر كلِّهم، وهو الذي بنى الكعبة بالطِّين والحجارة، يعني أنَّه رثَّ فجدَّده. ولما مات آدم جاء إلى مكَّة فأقام بها يحجُّ ويعتمر. وضمَّ صحفه إلى صحف أبيه، وعمل بالجميع (٥).

وقال الرَّبيع بن أنس: ولد بعد هابيل بخمس سنين.

وفي أيَّام شيث توفِّيت حوَّاء بعد آدم بسنة، فدفنها مع آدم في غار الكنز، فلما جاء الطوفان حملهما نوح في السفينة ثم ردَّهما إلى مكانهما (٦).


(١) أخرجه الطبري في "تاريخه" ١/ ١٥٢.
(٢) أنساب الأشراف ١/ ٥.
(٣) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" ٢٣/ ٢٧٣، وفيه بقية بن الوليد، صدوق كثير التدليس، وقد عنعن.
(٤) وقد ورد فيه حديث مرفوع أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٣٦١).
(٥) انظر "تاريخ الطبري" ١/ ١٦٢.
(٦) انظر "المنتظم" ١/ ٢٢٩.