للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر تعزية عبد الله بنِ الزُّبير لعبد الله بن عباس :

قال ابن أبي مُلَيكة: بينا عبد الله بنُ عبَّاس في المسجد الحرام يتوقَّع خبر الحسين ؛ أتاه آت فسرَّه بشيءٍ، فاسترجع، فقلنا: ما حدث يا أبا العباس؟ قال: مصيبةٌ عظيمة عند الله نحتسبُها، أخبرني هذا أنه سمع عبد الله بن الزُّبير يقول: قُتل الحسين بنُ عليّ.

فلم يبرح مكانَه حتى جاء عبد الله بنُ الزُّبير، فعزَّاه، ثم انصرف، فقام ابنُ عباس، فدخل منزلَه، ودخلَ عليه الناس يُعزُّونه.

ولقي المسورُ بنُ مَخْرَمة ابنَ الزُّبير، فقال له: قد جاء ما تحبُّ. فقال ابنُ الزبير: إليَّ تقولُ هذا! فواللهِ لوَدِدتُ أن يبقى الحسين ما بقيَ بالحِمَى (١) حجر، واللهِ ما تمنَّيتُ ذلك. قال: فأنتَ أشرتَ عليه بالخروج إلى العراق. قال: نعم، ولكن ما علمتُ أنه يُقتل، ولم يكن بيدي أجلُه، ولقد جئتُ ابنَ عبَّاس فعزَّيتُه، فعرفت أنَّ ذلك يثقُل عليه مني، ولو تركتُ تعزيته [قال:] مثلي يُترك تعزيتُه بحسين؟! فما أصنعُ بهم يا أبا عبد الرحمن وهم أخوالي (٢) وأسرتي، وصدورُهم وغِرَةٌ على وما أدري على أيِّ شيء. فقال له المسور (٣): الأمور تمضي، وبرَّ أَخوالك (٤)، فأبوك قد كان أحمدَ لهم منك.

انتهت ترجمة الحسين .

حمزة بن عَمرو بن عُويمر الأسلميّ

من الطبقة الثالثة من المهاجرين. قال حمزة: لما كنَّا في تبوك ونفَّر المنافقون بناقة رسول الله في العقبة حتى سقطَ بعضُ متاعِه؛ قال حمزة: فنُوِّرَ لي في أصابعي الخمس، فأضاءت حتى جعلتُ ألقُطُ ما شذَّ من المتاع: السَّوط، والحَبْل، وأشباه ذلك.


(١) رسمت في (ب) و (خ) بالألف الممدودة، وفي "طبقات ابن سعد" (والخبر فيه) ٦/ ٤٥١: بالجماء.
(٢) في (ب) و (خ): إخواني. والمثبت من "طبقات ابن سعد".
(٣) في (ب) و (خ): المستودع! والمثبت من "طبقات ابن سعد" ٦/ ٤٥١.
(٤) في (ب) و (خ): إخوانك، والمثبت من "الطبقات".