للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما غدا للمال ربًّا ونافست … لإعجابها فيه عيون الكواعبِ (١)

وأصبح مأمولًا يُخاف ويُرتَجَى … جميلَ المُحيَّا ذا عِذارٍ وشاربِ

أُتيح له عَبْل الذراعين فخْدِرٌ (٢) … جريءٌ على أقرانه غير هائبِ

فلم يبقَ منه غير عظم مجزَّرٍ … وجُمجمةٍ ليست بنات ذوائبِ

بأوجعَ منِّي يومَ ولَّتُ حُدوجُهم (٣) … يؤمُّ بها الحادون وادي غباغبِ

ذكر استدعاء يزيد بن معاوية عُبيد الله بن زياد:

بعد قتل الحسين كتب يزيد بنُ معاوية إلى ابن زياد: أمَّا بعد، فإنك قد ارتفعت إلى غايةٍ أنتَ فيها كما قال الأول:

رُفعتَ فجاوزتَ السحابَ وفوقَهُ … فما لكَ إلا مرقب الشمس مقعدُ

فإذا وقفتَ على كتابي هذا، فاقْدَمْ عليَّ لأُجازيَك على ما فعلت.

فقدم عليه ابن زياد في أرباب دولته وجميع بني أمية … (٤) فخرجوا إليه، ولما دخلوا على يزيد؛ قام له واعتنَقَه، وقبَّل ما بين عينيه، وقبَّل ابنُ زياد يدَه، وأجلَسه معه على سريره وقرَّبه، وأدناه، وأجلسه معه على سريره في الخضراء، وكان منادمَه (٥).

وقال يزيد ليلة للمغنِّي: غنِّ. وقال للساقي: اسقني. ثم قال:

اسقني شربة تُروِّي فؤادي … ثم عُدْ واسْقِ مثلَها ابنَ زيادِ

موضع السرِّ والأمانةِ منّي … وعلى ثغر مغنمي وجهادي

وأقام عنده شهرًا (٦)، فوصله بألف ألف درهم، ومثلها عروضًا وجواهر ودوابًّا (٧) وعبيدًا، وأطلق له خَراج العراق سنة، وعاد إلى العراق.


(١) لم يرد هذا البيت في الأصل (خ)، وورد في (ب). والكلام كله ليس في (م).
(٢) في "القاموس": أخدر العرينُ الأسدَ، فهو مُخْدِرٌ ومُخْدَر.
(٣) جمع حِدج، وهو الحِمْل والهوْدج.
(٤) مكان النقاط كلمة غير واضحة، رسمها: بتلقيه.
(٥) سلف أن يزيد لما أتاه خبر قتل الحسين لعنَ ابنَ زياد وقال: قد كنتُ أرضى من طاعة أهل العراق بدون قتل الحسين. وهذا يناقض الخبر أعلاه. فليحرّر.
(٦) جاء خبر المنادمة في "الأغاني" ١٥/ ٢٩١ - ٢٩٢ بين يزيد وسَلْم بن زياد.
(٧) كذا في (ت) و (خ). والجادة: دوابَّ، والكلام ليس في (م).