للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّنة الحادية والتسعون بعد المئتين

فيها قُتل الحسين بن زكرويه صاحبُ الشَّامة.

وفيها خلع المكتفي على محمَّد بن سليمان كاتبِ الجيش، وعلى محمَّد بن إسحاق بن كنداجيق، وأبي الأغرّ، وجماعةٍ من القوَّاد، وأمرهم بالسَّمع والطاعة لمحمد بن سليمان، وأمرهم بالمسير إلى دمشق؛ لقبض ما كان بيد هارون بن خمارويه من الأعمال؛ لأنَّه ضَعُف، وقَتَلَ القرمطيُّ رجاله، وكان عسكرُ المكتفي في عشرة آلاف.

وفيها زوَّج المكتفي ابنه أَبا أَحْمد بابنة الوزير القاسم بن عبيد الله في جمادى [الأولى] بحضرة المكتفي، وخطب أبو عمر القاضي، وانصرف أبو أَحْمد بن الخليفة والقوَّاد والوجوه مع القاسم إلى داره في الشَّذا، فأقام عند القاسم، وخلع القاسم على أربع مئة إنسان الدِّيباجَ والخزَّ والوَشْي وغير ذلك، وحمل الأمراء أَبا أَحْمد على سبعة وأربعين فرسًا بسروجِ الذَّهب، وكان الصَّداق مبلغه مئة أَلْف دينار.

وفيها خرجت التُّرك إلى بلاد المسلمين في جيوش عظيمة، كان فيها سبع مئة قبَّة تركيَّة، ولا تكون القبَّة إلَّا للملك، فنادى إسماعيل بن أَحْمد في خُراسان وسجستان وطَبَرِستان: النَّفيرَ النَّفيرَ، وجهَّز رجلًا من قوَّاده في جيش كثيف، فوافى المسلمون التُّركَ وهم آمنون غارُّون (١) مع الصُّبح، فقتلوا منهم مَقتلة عظيمة، وانهزم الباقون، وغنم المسلمون أموالهم، وعادوا سالمين.

وفيها بعث صاحب الرُّوم عشرةَ صُلبان، تحت كل صليب عشرةُ آلاف، فوصلوا إلى الحَدَث، فنَهبوا وقتلوا مَن قدروا عليه، وأحرقوا ورجعوا (٢).

وفي رمضان مات أَحْمد بن محمَّد بن الفرات الكاتب، وقلَّد القاسم عليَّ بن محمَّد أخاه مكانه، وقال: ما غاب عنَّا من أخيك إلَّا عيناه.


(١) غارون: غافلون. اللسان (غرر).
(٢) تاريخ الطبري ١٠/ ١١٥ - ١١٦، والمنتظم ١٣/ ٢٣، والكامل ٧/ ٥٣٢ - ٥٣٣، وتاريخ الإِسلام ٦/ ٨٦٣.