للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمرض أيامًا، ثم أسكت، [فبلغني أنه] (١)، سأل الله أن يريحه من الدنيا، فاستجاب دعاءه، [وسمع نداءه] (١) .

وفيها توفي الشَّريف البهاء الكاتب، وشمس الدين القواس.

[السنة السادسة والعشرون وست مئة]

في صفر ولَّى الملكُ النَّاصر محيي الدِّين يحيى بن الزكي قضاء القضاة بدمشق، وقرأ عهده بهاء الدين بن أبي اليُسْر [بالكلاسة] (١).

وفيها أعطى الكامل بيت القدس للإنبرور، ووصل [الإنبرور] (١) إلى يافا، وخرج الكامل من مِصْر، فنزل تل العجول، وكان النَّاصر داود قد بعث الفخر بن بصاقة إلى الأشرف يستدعيه إلى دمشق، فوصل إلى النَّيرب، ونزل ببُسْتانه، وكان عز الدين أيبك قد أشار على النَّاصر بمداراة الكامل، وقال [له: لا] (١) تبعثْ إلى الأشرف وداو الأخطر. فخالفه، وقال الأشرف للنَّاصر: أنا أمضي إلى الكامل، وأصلح حالك معه. ومضى إليه، فوجده قد دفع القدس إلى الإنبرور، فشقَّ عليه، ولام الكامل، فقال: ما أحوجني إلى هذا إلا المعظم. أشار إلى أَنَّ المعظم أعطى الإنبرور من الأردن إلى البحر، وأعطاه الكامل الضِّياع التي من باب القُدْس إلى يافا وغيرها، ولما اجتمع الأشرف والكامل اتَّفقا على حصار دمشق، ووصلت الأخبار بتسليم القُدْس إلى الفرنج، فقامت القيامة في بلاد [الإسلام، واشتدت العظائم بحيث إنه] (١) أقيمت المآتم.

قال المصنف: وأشار الملك النَّاصر داود بأن أجلس بجامع دمشق، وأذكر ما جرى [على البيت المقدس، فما أمكنني مخالفته، ورأيت من جملة الديانة والحمية للإسلام موافقته] (١)، فجلستُ [بجامع دمشق] (١) وحضر النَّاصر داود على باب مشهد عليٍّ، وكان يومًا مشهودًا، [لم يتخلف من أهل دمشق أحد] (١) ومن جُمْلة الكلام: انقطعتْ عن بيت المقدس وفود الزَّائرين، يا وَحْشَة المجاورين، كم كان لهم في تلك الأماكن


(١) ما بين حاصرتين من (ش).