للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونزل ضُمَيْر، ولم يعلم المعظم برحيله، وسار يطوي البلاد إلى حَرَّان.

وكان [الأشرف] (١) قد استناب أخاه شهاب الدِّين غازي صاحب مَيَّافارقين على خِلاط لما سافر إلى مِصْر، وجعله وليَّ عهده [بعد عينه] (١)، ومكَّنه في جميع البلاد، فسوَّلت له نفسه العِصْيان، وأعانه عليه قومٌ آخرون، [وهم] (١): ابنُ زين الدين والمشارقة والمُعَظَّم، وقالوا: نحن من ورائك.

قال المصنِّف : ولما وصل الأشرف إلى حَرَّان، قال لي المعظم: أما عندك خبر ما قد شنَّع عليَّ أخي أنني أردتُ أن أمسكه، فقد كان في الجوسق، لو أردت أن أمسكه أمسكته، والله ما خَطَرَ هذا أبدًا.

ولما وصل الأشرف حَرَّان سار إلى سِنْجار، وكَتَبَ إلى أخيه غازي يطلبه، فامتنع من المجيء إليه، فكتب إليه: يَا أخي لا تفعل، أَنْتَ وليُّ عهدي، والبلاد والخزائن بحكمك، فلا تخرب بيتك بيدك، وتسمع كلام الأعداء، فوالله ما ينفعونك. فأظهر العِصْيان، فجمع الأشرف عساكر الشَّرْق وحلب، وتجهَّز للمسير إلى خِلاط، وكان صاحب حمص قد مال إلى الأشرف، فسار المعظَّم إلى حِمْص، ووصل حماة، ونزل على نقيرين -ضيعة على بابها - باتِّفاقٍ كان بينه وبين صاحبها، فلم ينزل إليه، ولا فَتَحَ له الباب، فأَقْطَعَ بلاد حماة، وعاد إلى حِمْص، وخرج إليه العسكر، فظهروا عليه، ونهبوا أصحابه، فعاد إلى دمشق، ولم يظفر بطائل.

وحجَ [بالنَّاس] (١) من العراق ابنُ أبي فراس، ومن الشَّام الشَّرف يعقوب صاحب شركس.

وفيها تُوفِّي

أَحْمد بن ظَفَر (٢)

ابن الوزير يحيى بن محمَّد بن هبيرة، كمال الدين.


(١) ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٣/ ٩٥، و"المختصر المحتاج إليه": ١/ ١٨٦ - ١٨٧، و"تاريخ الإِسلام" (وفيات سنة ٦٢٠ هـ).