كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الستون بعد المئة - عبد الرحمن بن عبد الله - ج: 12 - ص: 322

جَريب بالبَصرة، فلم يجد شيئًا يطيبُ منها، فتركَها (١).

وقال الخطيب: قدم شعبةُ بغداد مرتين، وحدَّث بها، وكان قدومُه إليها بسبب أخٍ له حُبِس بدَين كان عليه، فقال سفيان الثوري: هو ذا شعبة قد جاء إليهم، فبلغ شعبة فقال: هو لم يحبس أخوه، وأمروا له بشيءٍ فلم يأخذه حتى مات (٢).

وكان الثوري يقول: شعبةُ أستاذنا، وهو أميرُ المؤمنين الصغير في الحديث.

فقال الخطيب: خرجَ الليثُ بن سعد يومًا، فقوَّموا ثيابَه ودابَّته وخاتمَه وما كان عليه بثمانية عشر درهمًا درهم إلى عشرين ألفًا (٣)، وخرج شعبة يومًا، فقوَّموا ثيابه وحماره وسرجَه ولجامَه ستَّةَ عشر درهمًا (٤).

قال: وكان شعبة يسمَّى إمامَ المتقين (٥).

وقال الثوريّ: ما رأيتُ أورعَ من شعبة، كان إذا شكَّ في الحديث تركه.

وقال ابن المبارك: كنتُ عند سفيان الثوري، فجاءه نعيُ شعبة، فقاك: اليوم مات الحديث (٦).

[عبد الرحمن بن عبد الله]

ابن عُتبة بن عبد الله بن مَسْعود الهُذَليّ.

ذكره ابنُ سعد في الطبقة الخامسة من أهل الكوفة، قال: ويقال له: المَسْعوديّ.

ماتَ ببغداد، وكان كثيرَ الحديث، إلا أنَّه اختلطَ في آخر زمانه (٧).

* * *

---

(١) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٥٥.
(٢) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٥٤.
(٣) كذا في (خ). وفي تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٢: ثمانية عشر ألف درهم إلى عشرين ألفًا.
(٤) في تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٢: ثمانية عشر درهمًا إلى عشرين درهمًا.
وفيه أن حمار شعبة وسرجه ولجامه وثياب بدنه وخفه ونعله بيعت بستة عشر درهمًا.
(٥) سماه بذلك يحيى بن معين. انظر تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٣.
(٦) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٦ - ٣٦٧.
(٧) طبقات ابن سعد ٨/ ٤٨٦.