للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها تُوفِّي]

محمد بن محمد (١)

ابن عمر، العلوي، أبو الحارث، نقيبُ الطالبيين بالكوفة، [و] كان شجاعًا، جوادًا، ديِّنًا، رئيسًا، وكانت إليه النقابة مع تسيير الحاجِّ، فحجَّ بالناس عشر سنين، فكان يُنفِقُ عليهم من ماله، ويحمل المنقطعين، ويؤدي الخفارة للعرب من ماله، وكانت وفاته بالكوفة فِي جمادى الأولى.

محمد بن الطيب (٢)

ابن محمد، أبو بكر، الباقلاني، القاضي، المتكلِّم على مذهب الأشعري، من أهل البصرة، وسكن بغداد، وسمع الحديث الكثير، وكان ثقة، فأمَّا علم الكلام فكان أعرفَ الناس به، وأحسنَهم خاطرًا، وأجودَهم لسانًا، وأوضحَهم بيانًا، وله التصانيف الكثيرة فِي الردِّ على الرافضة والمعتزلة والجَهْمية والخوارج وغيرهم.

وجاء يومًا إلى حلقة ابن المُعلِّم فقيهِ الشِّيعة، فقال ابن المُعلِّم لأصحابه: قد جاءكم شيطانٌ. وسمعه ابن الباقلاني، فقرأ: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ [مريم: ٨٣].

وبعثه عضد الدولة فِي رسالةٍ إلى الروم، فقال عظيم الروم: هذا عظيمٌ فِي المسلمين، فلا يُقبِّل الأرضَ بين يديَّ. فاحْتال بأن صنعَ بابًا قصيرًا بين يَدي سريره ليدخل فيه شبيهَ الراكع، فلمَّا نظر إليه القاضي ولَّاه ظهرَه ودخل، فلمَّا وقف قائمًا استقبل الملك، وأدار وجهه إليه، فعَظُم فِي عينه.

وكان إذا صلَّى العشاء الآخرة وفرغ من ورده كتب من حفظه خمسًا وثلاثين ورقةً تصنيفًا، وما كان ينقل من كتاب أحدٍ، وكان جوادًا مُمدَّحًا، مدحه علي بن عيسى بن سُكَّرة بأبيات منها: [من الكامل]


(١) المنتظم ١٥/ ٩٥.
(٢) تاريخ بغداد ٥/ ٣٧٨ - ٣٨٣، وتبيين كذب الفتري ص ٢١٧ - ٢٢٦، والمنتظم ١٥/ ٩٦. وينظر السير ١٧/ ١٩٠.