فيها غلت الأسعار ببغداد، فشَغَبت العامة، ووقع النَّهْب ببغداد، وركبت العساكر فظهرت عليهم العامة -وكان سببه ضمان حامد بن العباس السَّواد- وقصدوا باب حامد، فخرج إليهم غلمانه فحاربوهم، ودام القتال أيامًا، ثم انكشف الحال عن جماعة من القتلى بين الفريقين، ثم صار من العامة إلى الجسرين عشرة آلاف فأحرقوهما، وفتحوا السجون من الجانبين، ونَهبوا دور الناس، فأمر المقتدر هارون بنَ غريب الخال فركب في العساكر، وركب حامد في طَيَّار فرجموه، واختلّت الأمور، وتغيرت أحوال الدولة العباسية من هذه السنة، وكانت أمورها مُنْتَظمة من أول ولاية السفاح [سنة اثنتين وثلاثين ومئة، فدامت] إلى هذه السنة، وكانت مدة أمرهم ونفاذه في الدنيا مئة وخمسًا وسبعين سنة، وقيل: مئة وسبعة وسبعين.
ومن هذه السنة ظهرت الفتن، واستولى المُتَغَلّبون، وفرغت الخزائن والذخائر، [وكان مبدأ الهَرْج في هذه السنة،] واستولى عُبيد الله العَلَوي على القَيروان وإفريقية وعامة بلاد المغرب، وجهز الجيوش إلى بَرْقَة والإسكندرية، وكان عبد الرحمن بن محمد الأموي بالأندلس، وحج بالناس أحمد بن العباس أيضًا.
[فصل] وفيها توفي
[جعفر بن محمد]
ابن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن [بن الحسن] بن علي بن أبي طالب.
كان فاضلًا ورعًا عاقلًا، سمع الحديث الكثير، ولزم مسجده يُقرئ القرآن ويتعبد، وتوفي ببغداد في ذي القعدة.
[سمع الفَلَّاس وطبقته، وروى عنه أبو بكر الشافعي وغيره] وكان ثقة (١).