للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم ولي بعده ولده أبو المنصور يوسف بن عبد المجيد، ولُقب بالظَّافر بالله، وأُمُّه أم ولد تدعى ست الوفاء، ولد في ذي الحِجَّة، وقيل في المحرَّم سنة سبع وعشرين [وخمس مئة] (١)، وقُتلَ ليلةَ الخميس سَلْخ المحرَّم سنة تسع وأربعين، فكانت أيامُه أربعَ سنين وثمانية أشهر، وعمره ثماني عشرة سنة (٢)، وسنذكره إنْ شاء الله تعالى (٣).

وقال ابنُ القلانسي: وفي سنة أربع وأربعين وَرَدَ الخبر مِنْ مِصر بوفاة الحافظ بأمر الله في الخامس من جُمادى الآخرة، وولي من بعده ولده الأصغر أبو منصور إسماعيل ولقب بالظَّافر بالله -والمشهور يوسف (٤) - وولي الوزارة أمير الجيوش أبو الفَتْح بن مَصَال المَغْربي، فأحسنَ السِّيرة وأَجْملَ السِّياسة، فاستقامتِ الأحوال، ثم حَدَثَ بعد ذلك من اضطراب الأمور، والخُلْف بين السُّودان والعساكر بحيثُ قُتِلَ من الفريقين العدد الكثير، وسكنَت الفِتْنة (٥).

عثمان بن محمد بن أحمد الرويدشتي (٦)

من شعره: [من السريع]

والشَّيبُ لا تدفعُهُ حِيلَةٌ … كالظلّ إنْ جانَبْتَهُ يَتْبَعِ

وطولُ عُمْرِ المَرْءِ أَدَّى إلى … ما يُبْتلى بالحادثِ المُفْظِعِ (٧)

لو أَنَّ عَيشي يُشْترى بعتُهُ … لأَنَّه ضَرَّ ولم يَنْفَعِ


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) يعني حين بويع، وهذا القول على التجوز، وإلا فقد عاش اثنتين وعشرين سنة، فقد ذكر أن ولادته كانت سنة (٥٢٧ هـ).
(٣) انظر ص ٤٥٠ من هذا الجزء.
(٤) سماه في صدر الخبر يوسف، وهو قول سبط ابن الجوزي، ولم يسمه هذا الاسم غيره، انظر "النجوم الزاهرة": ٥/ ٢٨٨.
(٥) انظر "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٤٧٨.
(٦) له ترجمة في "الوافي بالوفيات": ١٩/ ٥٠٩، وكان يعلم ببغداد أولاد الأكابر، وكان هاجيًا مادحًا.
(٧) المفظع: الشديد الشنيع. "اللسان" (فظع).