للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نُداف (١) فهلك في ساعة واحدة ثمان مئة رجل غير الدواب ومَن لم يُعْرَف، ودخل مُعزّ الدولهُ الموصل لعشرٍ خَلَون من ذي الحجة يوم الثلاثاء، فنزل دار تغلب بن ناصر الدولة.

وفي يوم السبت لعشر بقين من المحرم وافى أبو محمَّد القاضي كاتب سيف الدولة إلى الموصل، فقرر الأمر على أن تكون المَوْصِل وديار ربيعة والرَّحْبَة على سيف الدولة بألفي ألف درهم وتسع مئة ألف درهم في السنة، وإنما عقدها سيف الدولة لأن معز الدولة لم يشق بناصر الدولة، فإنه غدر به مرارًا، فقال معز الدولة لسيف الدولة: أنت عندي الثقة، وأنْ يُقدِّم ألف ألف درهم، ويطلقوا الذين أُسروا بسِنْجار.

وانحدر معز الدولة إلى بغداد فدخلها سَلْخ المحرَّم سنة ثمان وأربعين، وتأخَّر الوزير المُهَلَّبي والحاجب الكبير بالموصل إلى أن يُحمل مال التعجيل والأسرى، ثم قدم المهلبي والحاجب الكبير وكاتب سيف الدولة بعد ذلك بغداد (٢).

وفيها توفي

[أحمد بن سليمان]

ابن أيوب بن داود بن عبد الله بن حَذْلَم، أبو الحسن، الأسَدي، قاضي دمشق (٣).

ولد سنة تسع وخمسين ومئتين، وكان ثقة، ثبتًا، مأمونًا، فقيهًا على مذهب الأوزاعي.

[ولي قضاء دمشق نيابةً عن الحسين بن عيسى بن هَرَوَان.] وكانت حلقته بجامع دمشق.

وكان حَذْلَم نصرانيًّا، أسلم على يد الحسين بن عمران صاحب خراج دمشق [، ومات في ربيع الأول في هذه السنة.


(١) ثلج كبير وبَرَد.
(٢) من قوله: وفي يوم السبت لعشرة بقين من المحرم … إلى هنا ليس في (م ف م ١).
(٣) مختصر تاريخ دمشق ٣/ ٩١، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٨٤٨، والسير ١٥/ ٥١٤.