للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان له يوم قُتل ثلاث وتسعون سنة. والذي حملَ رأسَه ورأسَ المسيّب رجل يقال له: أدهم بن مُحْرِز الباهلي (١).

وأدهم بن مُحْرز الباهلي

أحد أمراء الجيش الذين وُجِّهُوا (٢) مع ابن زياد لقتال التَّوابين بعين وَرْدَة، وهو أوَّلُ مولود وُلد بحمص، وفُرض له بها، وشهد صفِّين مع معاوية، وكنيتُه أبو مالك.

ولمَّا قدم على عبد الملك ببِشارة الفتح بقتل سليمان بن صُرد، والمسيِّب بن نَجَبَة؛ صعد عبدُ الملك المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإنَّ الله قد أهلكَ من رؤوس أهل العراق ملقح فتنة، ورأس ضلالة سليمان بن صُرَد، والمسيِّب بن نَجَبَة.

ألا وإن الله قتلَ من رؤوسهم رأسين عظيمين ظالمين [عبد الله بن سعد، وعبد الله بن وال] فلم يبقَ أحدٌ منهم بعدها عنده دفاع ولا امتناع (٣):

وقال الخطيب (٤): دخل أدهم على عبد الملك ورأسُه ولحيتُه كالثَّغام (٥)، فقال له عبد الملك: لو غيَّرتَ هذا الشيب. فخرج من عنده، فاختضب بسواد، ثم دخل عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، قد قلتُ بيتًا، ولا أقولُ بعدَه شيئًا.

قال: هات. فقال:

ولمَّا رأيتُ الشيبَ شَيْنًا لأهله … تفتَّيتُ (٦) وابْتَعْتُ الشبابَ بدرهمِ

فضحك عبد الملك.

أسند سليمان [بن صُرَد] الحديث عن رسول الله .


(١) المصدر السابق ٥/ ١٩٦ - ١٩٧. وسلف خبر سليمان بن صُرد مطوَّلًا أوائل أحداث هذه السنة (٦٥).
(٢) في (خ) (والكلام منها): وجهوهم، والمثبت من "تاريخ دمشق" ٢/ ٦٥٨ (مصورة دار البشير).
(٣) المصدر السابق ٢/ ٦٥٩. وما سلف بين حاصرتين منه.
(٤) أخرج ابن عساكر الخبر في "تاريخه" ٢/ ٦٥٨ - ٦٥٩ من طريق الخطيب، وليس هو في "تاريخ بغداد".
(٥) جمع ثَغَامة، وهي شجرة بيضاء الثمر والزهر، تنبت في قمة الجبل.
(٦) تَفَتَّى، أي: صار فَتًى، واتَّخَذَ سبيل الفتوَّة.