للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أفضى إلى الجحيمِ وقد أحـ … ـــرَزْتَ في إِثْره جِنانَ الخُلُودِ

بك هُزَّتْ دعائمُ الشِّرْكِ فانْهَدَّ … (م) تْ وشِيْدَتْ قواعد التَّوْحيدِ

وفيها وقعتِ المباينةُ بين الأفضل ابن أَمير الجيوش والآمر صاحب مِصر، واحتجبَ الآمِرُ عنه وتعلَّل بمرضٍ، واجتهد الأفضل أن يغتاله فلم يقدر، ودَسَّ إليه السُّمَّ مِرارًا فلم يصلْ إليه، وكان للآمر قهرمانة كاتبة فاضلة [قد] (١) عرفت أنواع العلوم والطُّبِّ والنجوم والموسيقى حتى كانت تعمل التحويلات وتحكم على الحوادث، فاحْتَرَزَتْ على الآمر، ولم تزل تدَبِّر على أَمير الجيوش حتى قُتِلَ، [وسنذكره] (٢).

وقال ابن القلانسي: وفيها ظهرت قبور (٣) الأنبياء : الخليل وولديه إسحاق ويعقوب ، وهم مجتمعون في مغارةٍ بأرضِ بيت المقدس وكأَنَّهم أحياء لم يَبْلَ لهم جَسَدٌ، ولا رَمَّ لهم عَظْمٌ، وعليهم قناديلُ من ذهب وفِضَّةٍ مُعَلَّقة، فَسَدُّوا بابَ المغارة، وأبقوهم على حالهم (٤).

وفيها توفي عليُّ بنُ محمد بن علي (٥)

ابن محمد بن الحسن بن عبد الملك بن حَمُّويه، أبو الحسن الدَّامَغَاني، قاضي القُضَاة.

ولد في رجب سنةَ تسع وأربعين وأربع مئة، [وشهد عند أبيه [أبي] عبد الله في سنة ستٍّ وستين وأربع مئة] (٦)، وفُوِّض إليه القضاء بباب الطاق، وما كان إلى جَدِّه لأُمه


(١) ما بين حاصرتين من (ب)، وفي (م) و (ش): قد قرأت أنواع العلوم.
(٢) ما بين حاصرتين من (م)، وسيأتي ذكره في حوادث سنة (٥١٦ هـ)، انظر ص ١٥٩ من هذا الجزء.
(٣) في (ع) و (ب): صور، والمثبت من (م).
(٤) "ذيل تاريخ دمشق": ٣٢١، وقال ابن القلانسي: هذه صورة ما حكاه الحاكي، والله أعلم بالصحيح من غيره.
(٥) له ترجمة في "المنتظم": ٩/ ٢٠٨ - ٢١٢، و"الكامل": ١٠/ ٥٦١، و"العبر" للذهبي: ٤/ ٣٠، و"الوافي بالوفيات": ٢٢/ ٨٦، و "الجواهر المضية": ٢/ ٥٩٩ - ٦٠٠، و"النجوم الزاهرة": ٥/ ٢١٩، و"شذرات الذهب": ٤/ ٤٠.
(٦) ما بين حاصرتين من (م) و (ش)، وزيادة لفظ أبي من "المنتظم": ٩/ ٢٠٨.