للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دُفن فيه عضد الدولة وبهاء الدولة قبل نقلهما إلى الكوفة، ثم نُقِلَ بعد سنة إلى مقابر قريش، وكان عمره إحدى وخمسين سنة وشهورًا، ومدة ولايته على بغداد ست عشرة سنة وأحد عشر شهرًا، وخلف من الولد إحدى وعشرين؛ من الذكور ستة، ومن الإناث خمس عشرة. ولمَّا مات اطَّلع أولادُه من الزَوشَن على الإسْفَهسلارية والأتراك وغيرهم وقالوا: أنتم مشايخ دولتنا وأصحابنا والقائمون مقام والدنا، فارْعَوا حقوقَنا، وصونوا حريمَنا، وقد علمتُم أن أبانا لم يُخففْ شيئًا ولا مال عندنا، فبكوا بكاء شديدًا، وقبَّلوا الأرض وقالوا: سمعًا وطاعة. وكان ابنُه الملقبُ بالملك العزيز بواسط، وكتب إليه الخليفة بغَزْنة ثانيةً، وجاء الجواب يقول: أنا العبد القِنّ.

[السنة السادسة والثلاثون وأربع مئة]

فيها نُقِلَ تابوتُ جلال الدولة وابنتِه الكبرى إلى مقابر قريش إلى تربة بناها لنفسه شمالي ضريح موسى بن جعفر رحمة الله عليهما، وآثار القُبَّة باقية.

وفيها نظر رئيس الرؤساء أبو القاسم بن المُسْلِمة في كتابة القائم، وكان عنده في منزلة عالية، فلا زال يضرب بينه وبين البساسيري ويُسيء التدبير حتى جرى ما نذكره.

وفيها صُرِفَ أبو المعالي بن عبد الرَّحيم [من] (١) وزارة الدَّيلم، ووليها محمد بن جعفر بن العباس بن فَسانْجِس.

وفيها تُوفي الشريف المرتضى، فتقلَّد أبو أحمد عدنان بن الرضي ما كان يتقلَّده عمُّه المرتضى.

وتوفي وزيرُ مصر، فوزر أبو نصر أحمد (٢) بن يوسف، وكان يهوديًّا فأسلم.

وفيها دخل أبو كاليجار بغداد، ولم يخرج الخليفة إلى لقائه، فنزل دارَ المملكة، وأخرج منها عيال جلال الدولة، وضرب الدبادبَ على بابه في أوقات الصلوات الخمس، فروسل بالاقتصار على ثلاثة كما كانت عادة الملوك، فلم يلتفِتْ، وراسل الخليفة بأن يَخلَع عليه على العادة، فقيل له: قد نفذت إليك الخِلَعُ إلى فارس، فيقال:


(١) هذه الزيادة من (ت) وحدها.
(٢) تحرف في (م) و (م ١) إلى: محمد، والتصويب من (خ) و (ت) والمنتظم وغيره.