للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشريعة؟ وكان الحاكم صاحب مصر قد استماله، فخطب له بالموصل وسقي الفرات، ثم قطع خطبته، ولمَّا دخل الغُزُّ إلى الموصل سَبَوا حريمه، وأخذوا من داره ما يزيد على مئتي ألف دينار، ولمَّا مات ولي مكانه قريش بن بدران بن المُقلِّد.

[وفيها تُوفي]

مودود بن مسعود (١)

ابن محمود بن سُبُكْتِكين، مرض بغَزْنة فتوفي، وقام مقامَه عمُّه عبد الرَّشيد بن محمود، اختاره أهل المملكة فأقاموه.

[السنة الثالثة والأربعون وأربع مئة]

فيها هبَّتْ بالعراق ريح [سوداء] عظيمة، فقلعت النخل والشجر ورواشِنَ دار الخلافة ودارِ المملكة وغيرها، وغرقت السفن.

وفي صفر تجدَّدت الفتنة بين السُّنَّة والشيعة ببغداد؛ [لأن ذلك الاتفاق على الفساد، لما في النفوس من الضغائن والأحقاد، وتبقى حزازات النفوس كما هي]، وكتب أهل الكَرْخ على برج الباب مما يلي باب البصرة: محمدٌ وعليّ خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر، فثارت الفتنة، وغلقت الأسواق (٢)، وبطلت المعايش، وجاء أهل باب البصرة ومَنْ تبعهم (٣) إلى باب دار الخلافة، وهجموا دهليزها، وخرقوا الهيبة، ولم يقدر على منعهم الخليفةُ ولا السلطانُ [ولا العساكرُ]، واستُنجد بعيار من أهل درب ريحان، فأُحضِرَ إلى الديوان، واستُنيب [وسُلِّط] على أهل الكَرْخ، فقتل منهم جماعةً، ورمى برؤوسهم إلى الكَرْخ، وقال: يا أهل الكَرْخ، أنا الطقطقي، فعُدُّوا رؤوس هؤلاء.

وأتى جماعةٌ إلى مشهد موسى بن جعفر فنهبوه وأخذوا ما فيه، وأخرجوا جماعةً من قبورهم فأحرقوهم، مثل: العَوْني الشاعر، والناشئ، والجُذوعي، وطرحوا النار في


(١) المنتظم ١٥/ ٣٢٨.
(٢) في (ف) وحدها: الأبواب، والمثبت موافق لما في المنتظم ١٥/ ٣٢٩.
(٣) العبارة في (م) و (م ١): وجاء أهل البصرة ومن هو على مثل رأيهم.