للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أيا جمالَ الدَّوْلةِ المُرْتجى … لكلِّ خيرٍ كَمْ أُناديكا

أجلس في الحَمَّام مِنْ شقوتي … أغسلُ ثوبيَّ المُراديكا

والدِّيْكُ في دارِك ذو بَسْطَةٍ … يروحُ عنها ويُغادِيكا

فكلِّم البوَّابَ في الإذْنِ لي … مُقَرِّبًا أو كَشكِشِ الدِّيكا

وعشْ كما تُؤْثِرُ في نِعْمَةٍ … تَكْبُتُ بالذُّلِّ أعاديكا

فضحك عفيفٌ وقَرَّبه.

هلال بن عبد الرحمن (١)

ابن شُرَيْح بن عمر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن سليمان بن بلال بن رباح، مؤذِّن النَّبي .

كان حَسَنَ الصَّوْتِ بالأذان، وطافَ الدُّنيا، وتوفي بسَمَرْقَنْد، وكنيته أبو سعيد.

السَّنة العُشرون وخَمْسُ مئة

فيها كَتَبَ السُّلْطان محمود إلى الخليفة يشكره على قتال طغريل، ويهنئه بالفَتْح، ويقول: قد عَلِمْتُ أَنَّك إنّما فعلتَ هذا لأجلي، وأنا خادِمُك، وقد مضى طغريل ودُبَيْس إلى سنجر ليتفقون (٢) عليَّ وعليك، وأسأل أن أكون خادمك، إن قصدونا كُنَّا عليهم. فأجابه الخليفة، وتعاهدوا، وعلم سنجر، فبعثَ إلى محمود يقول: أنتَ صبيٌّ، والخليفة يمكر بي وبك، فإذا اتفقتما عليَّ وفرغتما مني عاد إليك، وأنت تعلم أن ليس لي ولدٌ ذكر، وأَنَّني لما التقيتُك كَسَرْتُك وعَفَوْتُ عنك، وجعلتُك وليَّ عهدي، وزوّجْتُك ابنتي، ورأيي فيك رأي الوالد، فالله اللهَ أن تعوِّل على ما قد تقرَّر بينك وبين الخليفة، والواجب أن تمضي إلى بغداد، وتقبضَ على وزير الخليفة ابنِ صَدَقَة، وتقبل الأكراد الذين قد رديتهم (٢)، وتأخذ السِّلاح الذي في دار الخليفة وآلة السفر، وتقول أنا خادِمُك وسَيْفك، فترجع إلى عادتك الأُولى، وتقعد في دارك. فإن قَبِلَ وإلَّا أَخَذْتُه بالعنف، وإن لم يتولى (٢) فلا لك معه حكم. فلما سَمِعَ هذه الرسالة انثنى عزمه، وسَمِعَ قولَ سنجر.


(١) له ترجمة في "المنتظم": ٩/ ٢٥٤، و"الكامل" لابن الأثير: ١٠/ ٦٣٠.
(٢) كذا في النسخ، وقد أبقيتها حفاظًا على لغة الرسالة.