للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد بن محمد (١)

ابن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمود بن هبة الله بن ألُّهْ بتشديد اللام (٢) -وهو اسمٌ فارسي، ومعناه بالعربية العقاب- أبو عبد الله بن أبي الفَرَج، العماد الكاتب الأصفهاني، المنشئ، ويعرف بابن أخي العزيز، [وقد ذكرنا جملة من أخباره وعبارته وآثاره، وذكره الحافظ ابن عساكر، فقال: (٣)] ولد بأصبهان سنة تسع عشرة وخمس مئة، وبها نشأ، وقَدِمَ بغداد سنةَ أربعٍ وثلاثين في خدمة أبيه، وتفقَّه على مذهب الشَّافعي [على أبي منصور سعيد بن محمد بن الرزاز، مدرس النظامية] (٣) وسمع [عليه] (٣) الحديث، واشتغل بعلم الأدب، وبَرَعَ في الإنشاء، وخَدَمَ الوزير يحيى بن هُبيرة، وكان أحدَ كُتَّابه وشعرائه، ثم [سافر إلى الشَّام، و] (٣) قدم دمشق في أيام نور الدين، فأنزله القاضي كمال الدين ابن الشهرزوري في المدرسة التي في نواحي باب الفرج [عند حمام القُصَير] (٣)، وكان نجم الدين أيوب بدمشق، فقصد زيارته ليرفع من قدره، (٤) [ومدحه العماد، وقد ذكرناه في سنة اثنتين وستين وخمس مئة، ثم مدح نور الدين وأسد الدين وصلاح الدين، وكان فاضلًا عارفًا بالأدب، أخذه عن ابن الخشاب وغيره، وله الترسل والنظم والنثر، وكان] حافظًا لدواوين العرب، وصنَّف المصنَّفات الحسان كـ"البَرْق الشَّامي" و"الفَتْح القسي في الفَتْح القُدْسي" و"خريدة القَصْر في شعراء أهل العَصْر"، وغير ذلك.

وكان القاضي الفاضل يقول: العماد كالزِّناد الوقاد، يعني أَنَّ النَّار في باطنه كامنة، وظاهره فيه فترة، وكان يحبه ويثني عليه ويمازحه، وهو الَّذي استخدمه عند صلاح الدين، [وقد ذكر العماد نفسه في "الخريدة"، ومبدأ حاله، وأن عمه العزيز قتل بتكريت، وأن أبا


(١) له ترجمة في "معجم الأدباء": ١٩/ ١١ - ٢٨، و"الكامل": ١٢/ ١٧٦، و"التكملة" للمنذري ١/ ٣٩٣ - ٣٩٢، و"المذيل على الروضتين": ١/ ١١٢ - ١١٣، "وفيات الأعيان": ٥/ ١٤٧، و"سير أعلام النبلاء": ٢١/ ٣٤٥ - ٣٥٠، وفي "المذيل" تتمة مصادر ترجمته.
(٢) كذا قال، وضبطه ابن خلكان في وفيات الأعيان ٥/ ١٥٢: بفتح الهمزة وضم اللام وسكون الهاء.
(٣) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٤) في (ح): فقصد زيارته ليرفع من قدره، وكان فاضلًا حافظًا لدواوين … ، والمثبت ما بين حاصرتين من (م) و (ش).