للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فصل ومن الحوادث توبته]

قال الله تعالى: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾ [البقرة: ٣٧] قال ابن عباس: معنى "تلقَّى": تلقن وحفظ وفهم.

واختلفوا في الكلمات على أقوال:

أحدها: أنها قوله: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: ٢٣] رواه العوفي عن ابن عباس.

والثاني: إن آدم قال. يا ربّ ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: ألم تنفخ فيَّ من روحك؟ قال: بلى، قال: ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى، قال: فلم أخرجتني منها؟ قال: بشؤم معصيتك. قال: ياربّ أرأيت إن تبتُ ورجعتُ أَراجعي أنت إليها؟ قال: نعم؛ فتاب عليه، قاله الحسن (١).

والثالث: أن آدم قال: يا ربّ أرأيت ما أتيتُ به، أشيء ابتدعتُهُ أم شيء قدَّرتَهُ عليَّ ولم أبتدعه من تلقاء نفسي؟ قال: بل بتقديري عليك، فقال: يا ربِّ، فكما قدَّرتَه عليَّ فاغفر لي، فتاب عليه. قاله عبيد بن عمير (٢).

والرابع: أنه قال: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملتُ سوءًا وظلمتُ نفسي فتُبْ عليَّ إنك أنت التوَّاب الرّحيم، فغفر له. قاله محمد بن كعب القُرَظي (٣).

والخامس: أنه نظر إلى ساق العرش فرأى عليه مكتوبًا: لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال: يا ربِّ، بحقِّ محمد اغفر لي فغفر له، قاله الربيع بن أنس (٤).

والسادس: أنه رأى على ساق العرش مكتوبًا: محمد رسول الله، علي بن أبي طالب، الحسن والحسين، فاطمة. حكاه زيد بن أسلم عن أبيه، وفيه: فقال: يا ربِّ،


(١) وأخرجه الطبري في "تفسيره" ١/ ٢٤٣، وفي "تاريخه" عن ابن عباس، وانظر "زاد المسير" ١/ ٦٩.
(٢) أخرجه الطبري في "تفسيره" ١/ ٢٤٤.
(٣) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٦.
(٤) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (٦٥٠٢)، والحاكم ٢/ ٦١٥، وابن عساكر ٧/ ٤٣٧ من حديث عمر بن الخطاب مرفوعًا، قال الذهبي في "تلخيص المستدرك": موضوع.