للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السَّنة السابعةُ بعد المئتين *

فيها خرج عبدُ الرحمن [بن أحمدَ] (١) بن عبد الله أبنِ محمد، بن عُمرَ بن علي بن أبي طالب ببلاد عَكَّ من اليمن [يدعو إلى الرِّضى من آل محمدٍ . وسببُ خروجه أنَّه كان باليمن] عمَّال أساؤوا السيرةَ وظلموا، فضجَّت الرعيَّةُ منهم، فاجتمع الناسُ إلى عبد الرحمنِ فبايعوه، فبعث إليه المأمونُ دينارَ بن عبدِ الله في عسكرٍ كثيف، وكتب له أمانًا بخطِّه، فحضر دينارٌ الموسمَ وحجّ، ثم سار إلى اليمن، فبعث إلى عبد الرحمنِ بأمان المأمون، فقَبِله ووضع يدَه في يد دينار، فخرج به إلى المأمون، فأكرمه، ومنع المأمونُ الطالبيِّين من الدخول عليه، وأَخَذَهم بلُبس السَّواد.

وفيها توفي طاهرُ بن الحسين.

وفيها ولَّى المأمونُ موسى بنَ حفص طَبَرِستان [والرُّويان ودُنْباوَنْد وأعمالها] (٢).

وحجَّ بالناس أبو عيسى بنُ هارونَ الوشيد.

[فصل] (٣) وفيها توفي

حذيفةُ بن قتادةَ المَرْعَشي (٤)

ومَرْعَش موضعٌ بالشام معروف.

كان من كبار مشايخِ الشام، اشتَهر بحُسن الكلام، [وروى أبو نُعيم عنه] قال: لو وجدتُ أحدًا يُبغضني في الله، لَأوجبتُ على نفسي حبَّه. و [روى أبو نعيم (٥) عنه أيضًا أنَّه] قال لعبد الله بن خُبيق: إن لم تخش أن يعذِّبَك اللهُ على أحسنِ عملك، وإلَّا فأنت هالك.


* عمل في هذا الجزء رضوان مامو ومعتز كريم الدين إلى سنة (٢١٩ هـ)، وفادي المغربي من سنة (٢٢٠ هـ) إلى نهايته.
(١) ما بين حاصرتين من (ب). وهو الموافق لما في تاريخ الطبري ٨/ ٥٩٣.
(٢) في (ج): وغيرها.
(٣) ما بين حاصرتين من (ب).
(٤) حلية الأولياء ٨/ ٢٦٧ - ٢٧١، وصفة الصفوة ٤/ ٢٦٨ - ٢٧٠، والمنتظم ١٠/ ١٦٢ - ١٦٥، وتاريخ الإسلام ٥/ ٤٧.
(٥) في حلية الأولياء ٨/ ٢٦٨، وأخرجه أيضًا البيهقي في شعب الإيمان (٨٩٨٠). وما بين حاصرتين من (ب).