للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسن بن الحسين بن محمد (١)

الصوفي، أبو محمد، الكلابي، رئيس دمشق، وأصله من حلب، وسُمِّي الصوفي لأنه كان يُقصِّر ثيابه.

وكان جوادًا، شجاعًا، مقدامًا، جليلًا، نبيلًا، سمع الحديث، وقرأ الأدب، ومات بدمشق وروى عنه محمد بن صابر وغيرُه.

[حسين بن ملاعب]

جناح الدولة، صاحب حمص، كان مجاهدًا، شجاعًا، يباشر الحروب بنفسه، دخل جامع حمص يوم الجمعة، فصلَّى، فقفز عليه ثلاثة من الباطنية فقتلوه، وقتِلوا، وجاء صاحب أنطاكية فحصر حمص، فصالحه أهلُها على مال، فرحل، وجاء دُقاق فتسلَّمها. وقيل: إنه قتل سنة ست وتسعين.

وقال ابن القلانسي: في سنة ست وتسعين نزل جناح الدولة من قلعة حمص لصلاة الجمعة، وحوله غلمان بالسلاح، فلمَّا حصل بموضع مُصلَّاه وثب عليه ثلاثة من الباطنية العجم ومعهم شيخ، فجعلوا يدعون له يستحثونه وهم في زيِّ الزُّهَّاد، فضربوه بسكاكينهم، فقتلوه وقتلوا معه جماعةً من أصحابه، وكان في الجامع عشرة من متصوفة العجم وغيرهم، فقُتلوا مظلومين عن آخرهم، واضطرب أهل حمص، وراسلوا (٢) طُغتِكين ودُقاق يلتمسون إنفاذ نائب يتسلم القلعة قبل مجيء الفرنج، فسار شمس الملوك دُقاق وأتابك طُغتِكين بالعساكر إلى حمص، وصَعِدا القلعة، وجاء الفرنج إلى الرستن، فحين عرفوا ذلك تفرقوا، ثم رحلوا طالبين بلادهم، وعاد أتابك ودُقاق إلى دمشق.

وسبب قتل جناح الدولة أنَّه كان عند رضوانَ ملكِ حلب منجِّمٌ باطني، وهو أول من أظهر مذهب الباطنية بالشام، فندب لقتل جناح الدولة أولئك النفر، وقُتِلَ المنجِّم بحلب، فكان بينه وبين قتل جناح الدولة أربعة عشر يومًا. وقيل: إنه مات فجأة.


(١) تاريخ دمشق ١٣/ ٧٩ - ٨٠.
(٢) في (ب): وأرسلوا.