كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة السادسة والأربعون وخمس مئة - ثابت أبو الزهر، المصري الضرير - ج: 20 - ص: 414

فصل وفيها توفي

ثابت أبو الزُّهْر (١)، المِصري الضَّرير (٢)

كان شاعرًا ومن شِعْره في رجلٍ ضُرِبَ بسيفٍ في حَرْبِ على وجهه، فَقُطِعَ أنفه وجُرِحَ وجهه: [من البسيط]

لا صُوحِبَتْ بِبَنانٍ راحةٌ جَدَعَتْ … أَنْفَ الزَّمانِ وجَدَّتْ مارِنَ الكَرَمِ (٣)

ودَلَّ ما ناله في الحَرْب مِنْ قُبُلٍ … بأَنَّه كان فيها غير مُنْهَزِمِ

عبد الرحمن بن عبد الله (٤) بن الحَسَن بن [أبي] الحسن (٥)

أبو الحسين بن أبي القاسم ابن أبي الحديد، الدِّمَشْقي، خَطيب دمشق.

---

(١) في (ع) و (ح): أبو الزهري، والمثبت من "الوافي بالوفيات"، وهو غالبًا ما ينقل عن "المرآة" دون أن يسميه.
(٢) له ترجمة في "الوافي بالوفيات": ١٠/ ٤٦٩، وقال: ثابت بن مفرج بن يوسف أبو الزهر الخثعمي، البلنسي الشاعر، نزيل مصر، تفقه بها على مذهب الشافعي، وتوفي سنة ست وأربعين وخمس مئة، وشعره جيد، ومن شعره قوله.
قلت: ثم بيض له، ولم يسق شيئًا من أبياته.
(٣) جَدَّ: قطع، والمارن: طرف الأنف، أو ما لان منه منحدرًا عن العظم. "اللسان" (جدد، مرن).
(٤) له ترجمة في "ذيل تاريخ دمشق" لابن القلانسي: ٤٩٠ - ٤٩١، و"تاريخ ابن عساكر" (خ) ١٠/ ٣ - ٤ [٤١/ ٢ - ٣]، و "مشيخة ابن عساكر"، (خ): الورقة ١٠٧، و"التحبير": ١/ ٣٩١ - ٣٩٢، و"المنتخب من معجم الشيوخ" للسمعاني: ٢/ ٩٨١ - ٩٨٢، و"الروضتين": ١/ ٢٧٢.
(٥) اضطربت النسخ في نسبه، ففي (ع) عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن الحسين، وفي (ح) و (ش): عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن الحسين، وفي (م): عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسن بن الحسن. وقد رفع ابن عساكر نسبه وجوَّده، فقال: عبد الرحمن بن عبد الله [أبي القاسم] بن الحسن [أبي عبد الله] بن [أبي الحسن] أحمد بن [أبي الفضل] عبد الواحد بن [أبي بكر] محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان، أبو الحسين بن أبي القاسم بن أبي عبد الله السلمي، المعروف بابن أبي الحديد الخطيب.
قلت: وكذلك أورده في "مشيخته" مع زيادة في كنى بعض أجداده، وقد وضعتها ما بين حاصرتين، وعن مشيخة ابن عساكر نقل السمعاني في "التحبير" و"المنتخب".
وأما ابن القلانسي فساق كنيته وما اشتهر به، فقال: أبو الحسين بن أبي الحديد، وعنه نقل أبو شامة في (الروضتين). وقد أثبت من (م) ما اتفق مع ما أورده ابن عساكر، فهو تلميذه، ومن أعرف الناس به، وزدت ما بين حاصرتين من "مشيخته".