للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ونَحْرنا في الشِّعب ستَّةَ آلا … فٍ ترى الناسَ حولَهن وُرودا

ثم سِرنا نَؤُمُّ قَصْدَ سُهَيلٍ … قد رَفَعْنا لِواءنا مَعقودا (١)

وقال: [من الخفيف]

لستُ بالتُّبَّع اليَمانيِّ إن لم … أُرْكِضِ الخيلَ في سَواد العراق

وتُؤَدِّي ربيعةُ الخَرْجَ قهرًا … أو تَعُقْني عَوائقُ العوّاق (٢)

وكان لتبَّع مع نزار بن مَعَدّ بن عدنان وقائع كثيرةٌ، واجتمعت العرب إلى نزار، وتواهبوا ما كان بينهم من الدماء، والتَقَوا، فكانت الدائرةُ على تبع. وفي ذلك يقول أبو دُواد الإياديُّ من قصيدة: [من المتقارب]

ضَربْنا على تُبَّعٍ جزيةً … جِيادَ البُرود وخَرْجَ الذَّهَبْ

وولَّى أبو كَرِب هاربًا … وكان جبانًا كثيرَ الكذِبْ (٣)

[ذكر مقتله]

قال ابن قتيبة: لمّا طالت مُدَّتُه على حِمْير، وأَخذهم بالغزو؛ مَلُّوه وضَجِروا منه. فإنه أقام ملكًا عليهم ثلاث مئةٍ وعشرين سنةً.

واختلفوا في زمان مُلْكِه، فقيل: كان في أيام ملوك الطوائف، وقيل: قبلَهم، وقيل: في أيام كسرى أنوشروان. وهو غلط. ولما طالت أيامه، اجتمعت حِمْير إلى ولده حسَّان، وقالوا: ما رضي أبوك أن يُطيلَ غَزونا حتى أَحدث اليهودية في ديننا، لابدَّ من قتله. وساعدهم ولدُه حسان على ذلك، وهو الذي فعل بزرقاء اليَمامة ما فعل.

وبلغ تُبَّعًا ما عزموا عليه، فقال: أما إذا قتلتموني، فدعوني قائمًا، ولا تدفنوني

مُضطجعًا، فلا يزال مُلكُكم قائمًا باقيًا مادمتُ قائمًا. فقالوا: والله لا مَلّكناه علينا حيًّا


(١) أخبار مكة ص ١٣٤، وتاريخ اليعقوبي ١/ ١٩٨، ومروج الذهب ٣/ ٢٢٦، والروض الأنف ١/ ٤٠، وتاريخ دمشق ٣/ ٥٠٨ - ٥٠٩، وذكر ابن قتيبة في المعارف ص ٦٣٥، والمقدسي في بدء والتاريخ ٣/ ١٨٠ منها بيتًا واحدًا.
(٢) مروج الذهب ٣/ ٢٢٦.
(٣) مروج الذهب ٣/ ٢٢٧.