للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بشطَّيْ نهر داريّا … أمورٌ ما تواتينا

أتانا مئتا ألفٍ … عديدًا أو يزيدونا

فداسوا المَرْجَ والغُوطـ … ــــــة أيضًا والميادينا

ورايات وصُلْبانًا … على مسجد خاتونا

فقلنا إذْ رأيناهم … لعلَّ الله يكفينا

وشيخًا فِنْدلاويًا … فقيهًا يعضُدُ الدِّينا

ومنها:

ولكنْ غادروا القِسِّيـ … ـــــسَ تحتَ الأَرْضِ مدفونا

من أبيات (١).

وقال الحافظ ابن عساكر: وأقام مدة ببانياس خطيبًا، وكان شيخًا كبيرًا، ودرَّس بدمشق في حَلْقة المالكية، ولما قُتِلَ حُمِلَ] إلى الباب الصغير، فدفن به، وقبره من جانب المُصَلَّى قريبًا من الحائط، وعليه بلاطةٌ منقورٌ فيها شَرْحُ حاله.

ورآه بعضُ أصحابه في المنام في تلك الليلة فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: أنا في جنَّاتِ عَدْنٍ مع قومٍ على سُرُرٍ متقابلين.

السَّنة الرَّابعة والأربعون وخمس مئة

فيها في ربيع الأول استوزر المقتفي أبا المظفر يحيى بن محمد بن هُبيرة، عَوْنَ الدِّين، وخَلَعَ عليه.

وفي رجب عاد البقش، وجَمَعَ الجموع، وقَصَدَ العراق، وانضمَّ إليه ملك شاه بن محمود وعليُّ بنُ دُبَيس، وخَلْقٌ من الأُمراء والتركمان، فلما بقي بينهم وبين بغداد ثلاثة فراسخ بعثوا إلى الخليفة يطلبون منه الخُطْبة لملك شاه، فلم يجبهم، ودوَّنَ العسكر، وحُفرت الخنادق، وبعث إلى أهل الجانب الغربي يأمرهم بالعبور إلى حريم الخلافة، وبعث ابنَ العَبَّادي إلى مسعود يستحثه ويعرِّفُه بما جرى، ويقول: عَجِّلْ بالمجيء.


(١) انظر الأبيات وغيرها في "كتاب الروضتين": ١/ ١٩٢ - ١٩٣ مع اختلاف في بعض الألفاظ.