للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم (١)

أبو السعادات، مجد الدين، ابنُ الأثير، المَوْصلي الجَزَري الكاتب.

ولد سنة أربعين وخمس مئة بجزيرة ابن عمر، وانتقل إلى المَوْصل، وكتب لأمرائها، وكانوا يحترمونه ويعظِّمونه، ويستشيرونه، وكان بمنزلة الوزير النَّاصح، إلا أنه كان منقطعًا إلى العِلْم، صنَّف الكُتُبَ الحِسان، منها "جامع الأصول" و"التَّاريخ" (٢) و"الغريب" (٣) وغير ذلك، وكان يَسْكُنُ في المَوْصل بدرب دراج.

قال المصنف : واجتمعتُ به في سنة ثلاثِ وست مئة بداره، وقرأتُ عليه شيئًا من تصانيفه، وأجاز لي الباقي، وكان به نِقْرس، فكان يُحمل في مِحَفَّة. وكانت وفاته بالمَوْصِل يوم الخميس سَلْخ ذي الحِجَّة، ودُفِنَ بدرب دراج -وهو أخو أبي الحسن علي الكاتب الجَزَري- قرأ النَّحو على ابنِ الدَّهَّان، ثم على أبي الحرم الضَّرير، وسمع الحديث من أبي بكر بن سَعْدون القُرْطُبي، وأبي الفَضْل عبد الله بن الطُّوسي وغيرهم، وروى الحديث، وانتفع به النَّاس، وكان عاقلًا مهيبًا، ذا بِرٍّ وإحسان.

السنة السَّابعة وست مئة

فيها أظهر الخليفةُ الإجازة التي أُخذت له من الشُّيوخ، وذكرهم في كتاب "روح العارفين".

قال المصنِّف : وقد شَرَحْتُ هذا الكتاب، وهو في وقف دار الحديث الأشرفية بدمشق، ودفع الخليفةُ إلى كلِّ مذهب إجازة عليها مكتوبًا بخطِّه: أجزنا لهم ما سألوا على شَرْط الإجازة الصَّحيحة، وكتبه العبدُ الفقير إلى الله تعالى أبو العَبَّاس أحمد أمير المؤمنين. وسُلِّمت إجازةُ الشَّافعية إلى ضياء الدين عبد الوهَّاب بن علي


(١) له ترجمة في "الكامل": ١٢/ ٢٨٨، و"التكملة" للمنذري: ٢/ ١٩١ - ١٩٢، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٢٠٦ - ٢٠٧، و"سير أعلام النبلاء": ٢١/ ٤٨٨ - ٤٩١، وفي "المذيل" تتمة مصادر ترجمته.
(٢) لا يصح هذا، فمؤلف "التاريخ" هو أخوه عز الدين علي بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم المتوفى سنة (٦٣٠ هـ).
(٣) هو "النهاية في غريب الحديث"، وهو مطبوع مشهور متداول.