للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصُّوفي، وإجازة الحنفية إلى الضياء أحمد بن مسعود التركستاني، وإجازة الحنابلة إلى أبي صالح نَصْر بن عبد الرَّزَّاق بن الشيخ عبد القادر، وإجازة المالكية إلى التقي علي بن جابر التَّاجر المغربي.

وفيها عصى قُطْبُ الدِّين سنجر النَّاصري (١) بششتر بعد موت طاشْتِكِين، وكان زوجَ ابنته، فبعثَ إليه الخليفةُ عِزَّ الدين نجاح الشَّرابي ومؤيَّد الدين القُمِّي نائب الوزارة، فلما قربوا من ششتر هرب سنجر بأمواله وأهله إلى صاحب شيراز أتابك نرسي وقيل: سَعْد، فحلف له على أن لا يسلمه، ثم نكث وغَدَرَ به، ونهب أمواله وأهله، وجميع ما كان معه، وارتكب من النساء الفواحش، وسَلَّمه إلى نواب الخليفة، فعادوا به إلى بغداد، فأدخل سنجر بعد الملك والسَّلْطنة على بغل في السنة الآتية.

قال المصنف : وفيها خرجتُ من دمشق إلى نابُلُس إلى الغَزَاة، وكان الملك المعظَّم عيسى بها. جلستُ بجامع دمشق يوم السبت خامس ربيع الأول، وكان النَّاس من [باب] (٢) مشهد زين العابدين إلى باب النَّاطفانيين، وإلى باب السَّاعات، وكان القيامُ في الصَّحْن أكثر، بحيث امتلأ الجامع، وحُزروا بثلاثين ألفًا، وكان يومًا لم يُرَ بدمشق مثله [ولا بغيرها] (٢)، وكان قد اجتمع عندي شعور كثيرة، وقد وقفتُ على حكاية أبي قدامة الشَّامي مع تلك المرأة التي قَطَعَتْ شَعْرها، وبعثت به إليه، وقالت: اجعله قيدًا لفرسك في سبيل الله. فَعَمِلْتُ من الشُّعور التي اجتمعت عندي شُكلًا لخيل المجاهدين، وكرفسارات، ولما صَعِدْتُ المنبر أمرتُ بإحضارها، فحملت على أعناق الرِّجال، وكانت ثلاث مئة شكال، فلما رآها النَّاس صاحوا صيحةً عظيمة، وقطعوا مِثْلها، [وقامتِ القيامة،] (٢) وكان المبارز إبراهيم المعتمد والي دمشق حاضرًا، وجَمَعَ الأعيان، فلما نزلتُ من المنبر قام المبارز [يُطَرِّقُ لي] (٢)، ومشى معي إلى باب النَّاطفانيين، [فتقدم إلى فرسي] (٢)، فأمسك بركاب فرسي، وأركبني، وخرجنا من باب الفرج إلى المُصَلَّى، [وجميع من كان بالجامع بين يدي] (٢)، وسرنا إلى الكُسْوة من الغد، ومعنا خلق [مثل التراب، وكان معنا من قرية


(١) ستأتي وفاته سنة ٦١٠ هـ.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).