للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر حبس عبد الله ومن كان معه وقتل بعض أصحابه]

ولمَّا قدموا على أبي جعفر دخل عليه سليمان وعيسى، وتركا عبدَ الله في الدهليز ليأخذا له إذنًا، وأعلماه بحضوره، وكان قد هيَّأ له حبسًا في قصره، فلمَّا أعلماه بحضوره، وسألاه أن يدخل عليه، قام من مجلسه، وقال: أسرعا بعبد الله، فخرجَا فلم يجداه، فرجعَا إلى أبي جعفر، فحيل بينه وبينهما، وأخذت سيوفُ أصحابِ عبد الله من عواتقهم، وحبسوا، وأمر أبو جعفر بقتل بعضهم بين يديه، وبعثَ بجماعةٍ منهم إلى خراسان، فقتلهم واليها.

وقيل: إنَّ حبْسه كان في سنة أربعين ومئة (١).

وحجَّ بالناس العباسُ بن محمَّد أخو السفاح والمنصور، وعلى الحجاز زياد بحاله، وعلى الكوفة عيسى بن موسى، وعلى البصرة سفيانُ بن معاوية، وعلى خراسان أبو داودة وعلى مصر صالح بن علي، ويتردَّد إلى الصوائف (٢).

وفيها توفي

[داود بن أبي هند دينار]

مولى لآل الأعلم القشيريين (٣) وكنية داود أبو بكر.

ولدَ بسَرْخَس، وكان ثقةً كثير الحديث، يفتي على زمن الحسن، وصام أربعين سنةً لا يعلمُ به أهله، وكان خَزَّازًا، يحملُ معه غداءه من عندهم، فيتصدَّق به في الطريق، ويرجع عشيًّا فيفطرُ معهم، وتوفي سنة تسع وثلاثين، وقيل: سنة أربعين، وقيل: إحدى وأربعين ومئة بطريق مكة، وقيل: بالبصرة، وهو ابنُ خمسٍ وسبعين سنة.

أسند عن أنس بن مالك وغيره، ورَوى عنه الثوريُّ وغيوُه، وناظرَ غيلان القدريَّ بدمشق وظهرَ عليه.


(١) تاريخ الطبري ٧/ ٥٠١ - ٥٠٢.
(٢) تاريخ الطبري: ٧/ ٥٠٢.
(٣) في (ب) و (خ) و (د): القرمين، والمثبت من طبقات ابن سعد ٩/ ٢٥٤، وتاريخ دمشق ٦/ ٥ (مخطوط)، والمنتظم ٨/ ٢٤.