للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام ابنُ سهلان في مضاربَ ضُربِتْ له عند شرف الدولة، وحلف له جميعُ العسكر إلا قسيمُ الدولة، فإنه قال: ما حاجة إلى يميني مع يمين الجماعة. ونهض ابنُ سهلان ليركب، فقيل له: للملك إليك شُغْلٌ، فاقعُدْ. فقعد، والأتراكُ غير راضين بما جرى، فلمَّا كان في الليل قُبِضَ على ابنِ سهلان وقُيِّد، وثُقِّل في الحديد، وأُخِذَ جميعُ ما كان له من مالٍ وخيلٍ وجِمالٍ وغِلمان، ونحو ذلك، وكُتِبَ بالفتح إلى سائر الآفاق، وخوطب شرفُ الدولة شاهِنْشاه، وضُرِبَتْ له الطُّبولُ على بابه في الصلوات الخمس.

ولم يحجَّ أحدٌ من العراق في هذه السنة.

وفيها تُوفِّي

أحمد بن موسى بن عبد الله (١)

أبو بكر، الرُّوشنائي من أهل مَصْراثا قرية تحت كلواذى، كان نِعْمَ العبد، فيه فضلٌ وديانة، وزهدٌ وعبادة، وكان له بيت إلى جانب مسجده يُغلِقُه على نفسه يشتغل بالعبادة، ولا يخرج منه إلَّا لصلاة الجماعة، كان ابن بِشران يزوره، ويقيمُ عنده أيامًا متبرِّكًا برؤيته، ومستريحًا إلى مشاهدتِه، وتوفِّي بمَصْراثا في رجب، فخرج الناسُ من بغداد حتى حضروا للصلاة عليه، وكان الجمعُ كثيرًا جدًّا.

[وفيها تُوفِّي]

محمد بن عبد الله بن أحمد (٢)

أبو الفرج، الدمشقي، ويعرف باب المُعَلِّم، وهو الذي بنى الكهف بقاسيون، ويقال له: كهف جبريل، وفيه المغارة التي يُقال: إنَّ الملائكة عزَّتْ آدمَ فيها لمَّا قتلَ قابيلُ هابيلَ، وكان محمدٌ هذا شيخًا صالحًا زاهدًا متعبِّدًا، [ذكره الحافظ ابن عساكر، وكان نسيبَ الحافظ] وتُوفِّي في رجب، ودُفِنَ بمقبرة الكهف بقاسيون.


(١) تاريخ بغداد ٥/ ١٤٩، والمنتظم ١٥/ ١٤٣ - ١٤٤.
(٢) تاريخ دمشق ٥٣/ ٣٢١ - ٣٢٣.