للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال قوم (١): هم الزنج.

وقال الكلبي: هم تاريس ومنسك وتاويل، عراة حفاة عماة عن الحق (٢).

وحكى الثعلبي عن عمرو بن مالك بن أميَّة قال: وجدت رجلًا بسمرقند يحدِّث عن القوم الذين تطلع عليهم الشّمس قال: خرجت حتَّى جاوزت الصين، ثم سألت عنهم فقيل لي: إن بينك وبينهم مسيرة يوم وليلة، فاستأجرت رجلًا وسرت بقيَّة عشيَّتي وليلتي حتَّى صبحتهم، فإذا أحدهم يفرش أذنه ويلتحف بالأخرى، أو يلبس الأخرى، وكان صاحبي يحسن لسانهم فسألهم، قالوا: وما أنتم؟ قالوا: جئنا حتى ننظر إلى الشّمس كيف تطلع، قال: فبينما نحن كذلك إذ سمعنا كهيئة الصلصلة، فغشي عليَّ فوقعت، ثم أفقت وهم يمسحونني بالدهن. فلما طلعت الشّمس على الماء إذا هي كهيئة الزيت، وإذا طرف السماء كهيئة الفسطاط، فلما ارتفعتْ أدخلوني سَرَبًا لهم أنا وصاحبي، فلما ارتفع النهار خرجوا إلى البحر فجعلوا يصيدون السمك فيطرحونه في الشّمس ويأكلونه (٣).

وقال مجاهد: مضى يفتح المدائن ويجمع الكنوز ويقتل من لم يؤمن حتَّى بلغ مطلع الشمسى، وذكر بمعنى ما ذكرناه.

واختلفوا في معنى قوله: ﴿كَذَلِكَ﴾ هو على أقوال:

أحدها: كما بلغ مغرب الشّمس كذا بلغ مطلعها.

والثاني: أن معناه: كما أتبع سببًا أتبع سببًا آخر وحكم بحكم أولئك، ثم استأنف فقال: ﴿كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيهِ خُبْرًا﴾ [الكهف: ٩١] يعني: بما عنده ومعه من الملك والجيوش والآلات والأمم ﴿خُبْرًا﴾ أي: علمًا.

حديث السدِّ ويأجوج ومأجوج

قوله تعالى: ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا (٨٥)[الكهف: ٨٥] أي: سلك طريقًا إلى المشرق ﴿حَتَّى إِذَا


(١) في (ل): وقال قتادة، والمثبت من (ب)، وانظر تفسير الطبري ١٥/ ٣٨٣.
(٢) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٦٧.
(٣) انظر "عرائس المجالس" ص ٣٦٧، وتفسير الثعلبي ٦/ ١٩٢.