للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة السابعة والخمسون بعد المئتين]

فيها دخلت الزَّنْجُ الأُبلَّة فقتلوا [في] ثلاثة أيام ثلاثينَ ألفًا، وأحرقوها، فبعث إليهم المعتمدُ سعيد الحاجب، فأوقع بهم، واستخلص [منهم] ما أخذوه (١).

وقيل: إنَّه خلص إبراهيم بن المدبَّر وغيره، ثمّ استظهرَ الزنجُ على سعيد [الحاجب]، فقتلوا من أصحابه مقتلةً عظيمة، ثم دخل صاحب الزنج البصرة، فقتل من أهلها خلقًا كثيرًا. وكان يموِّهُ على أصحابه ويقول: عُرِضت عليَّ النبوةُ فأبيتُها، ودعوتُ على أهلِ البصرة، فقيل لي: لا تدعُ عليهم، الملائكةُ تُخرِبُها على يدك (٢).

وفيها عقدَ المعتمدُ لأخيه أبي أحمد على الكوفة والحجازِ والحرمين واليمن وبغداد وواسط والبصرة والأهواز وفارس وما والاها (٣).

وفيها عاد صاحبُ الزَّنْجِ إلى البصرة، وتأخر عنه سعيد الحاجب، فأخربَ الجامع، وقتل اثني عشر ألفًا (٤)، وبعثَ إليه المعتمدُ من سامرَّاء محمد المولَّد في جيشٍ كثيف، وكان صاحب الزَّنج قد قال لأصحابه: قيل لي: إذا انكسفَ القمر بمقدار نصف الرغيف، فقد خربت البصرة، وكان يعرف النجومَ، فكسفَ القمر، فقال لأصحابه: صدق، ففعلُوا ما فعلوا بالبصرة.

وفيها استسلم أهلُ عبَّادان للخبيث، وسلَّموا إليه حصنهم لما فعلَ بأهل الأبلَة والبصرة ما فعل، فأخذ ما كان في الحصن من السلاح والعبيد، ففرَّقه في أصحابه، ولم يتعرَّض لأهل عبَّادان في هذه المرَّة.

وقيل: إنَّ في هذه السنة دخلَ الأهواز، وأسرَ إبراهيم بن المدبَّر، وكان على الخراج، وهرب من كان بقيَ بالبصرة، وتفرَّقُوا في البلدان.


(١) انظر المنتظم ١٢/ ١٢٣، وتاريخ الطبري ٩/ ٤٨١، ٤٨٧. وما بين حاصرتين من (ب).
(٢) انظر تاريخ الطبري ٩/ ٤٧٨ - ٤٨١، والمنتظم ١٢/ ١٢٤ - ١٢٥.
(٣) تاريخ الطبري ٩/ ٤٧٦.
(٤) في المنتظم ١٢/ ١٢٤: فقتلوا عشرين ألفًا.