للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُثلى التي بُني عليها العقْل، فإن من ترك النظر في العواقب؛ تَورَّط في المهالك، ووقع في المغائص (١).

ثم مات، فاستولى ولدُه على بلاد المغرب من ناحية إفرنجة والنيوكرد (٢) والصقالبة ومَن جاورهم.

ولما ظهر بُختُ نَصَّرُ على مصر دخل المغرب، ووصل إلى بلاد اليونان، وقَرَّر عليهم أن يؤدُّوا الخراج إلى ملوك فارس، وفي الجملة بيض من ذهب (٣). واستقر ذلك حتى مات فيلفوس أبو الإسكندر، فأزاله الإسكندر على ما ذكرنا.

وما زالت الملوكُ في اليونان إلى الإسكندر، فلما مات عَرَضوا الملكَ على ولده إسكندروس فأبى وتنسَّك، ولَحِق بالجبال وتعبَّد، فملكوا عليهم بطليموس الحكيم، وكان خليفةَ الإسكندر إذا غاب، وهو أولُ مَن لعب بالبُرْاة والصُّقور والجوارح.

وكان المُلْكُ بالمغرب لليونان، والرئاسةُ بالقُدْس لبني إسرائيل، إلى أن وُلد يحيى ابن زكريا ، وجرى ما جرى.

وهذا اللقب -وهو بطليموس- لملك اليونان ككسرى وقيصر. فأقام بطليموس الأول مالكًا أربعين سنةً، ثم مات.

[فصل]

فملك بعده بطليموس الصائغ، وكان حاذقًا بمعرفة الصِّياغة حكيمًا، فأقام ستًا وعشرين سنةً، ثم مات.

[فصل]

فملك بعده بطليموس محبُّ الأب، ويقال: إنه ملك الشام، وبنى مدينة فامية بين شيزر وأنطاكية، وأقام ملكًا سبع عشرة سنة.

[فصل]

ثم ولي بطليموس صاحب النجوم وكتاب "المِجِسطي"، وأظهر علوم الكواكب،


(١) في مروج الذهب ٢/ ٢٤٦: مقابض المتالف.
(٢) في مروج الذهب: والنوكبرد.
(٣) في مروج الذهب ٢/ ٢٤٧: وكان خراجهم بيضًا من ذهب.