للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصاحوا: الأمان، فأَمَّنهم، ونزلوا، فأَسَرَهم جميعًا، وعادَ إلى دمشق لستِّ [ليالٍ] (١) خَلَوْن من صفر بالغنائم، والأسرى في الحبال، والرؤوس على الرِّماح والقَصَب، وكان فَتْحًا عظيمًا [لم ير أهلُ دمشق مثله] (١).

وسار شمسُ الملوكِ إلى حماة، وبها نُوَّاب زَنْكي، فأقام عليها أيامًا، وحَصَرها، وقاتلوه، ففتحها عَنْوَةً، وقيل: بالأمان في رمضان.

وفيها توفي كريمُ المُلْك أبو الفَضْل أحمد بن عبد الرزاق وزير شمس الملوك في ذي الحِجَّة، فحَزِنَ النَّاسُ عليه، لأَنَّه كان حَسَنَ السِّيرة، كريمَ الأخلاقِ، مُحِبًّا للصَّالحين وأهلِ الخير، جَوَادًا، مُمَدَّحًا.

فصل

وفيها نَزَلَ صاحِبُ القُدْس على السَّاحل، وجمع الفرنج، وقَصَدَ حلب، ووصل [إلى] (١) قِنَّسْرين، فخرج إليه سوار نائب زَنْكي في العَسْكر، والتقوا، فَقُتِلَ من الفريقين نحو مئتين من الأعيان، وانهزمَ سوارَ إلى حلب، وتَبعهم الفرنج، وجاء من حلب جماعةٌ، فرجع سوار إلى الفرنج، فقتل منهم مقتلةً عظيمة، وانهزموا إلى أَنْطاكية.

وفيها توفي

أحمد بن سلامة بن عبيد الله (٢) بن مَخْلَد (٣)

أبو العَبَّاس بن الرُّطَبي [الكرْخي] (١).

تفقَّه [على أبي إسحاق الشِّيرازي وغيره] (١)، وسمع الحديث، وولي القضاء بحريمِ دار الخليفة، والحِسْبة أيضًا، وكان يؤدِّب أولاد الخليفة، وكان ثقة، وتوفي في رجب، [وصُلِّي عليه بجامع القَصر] (١)، ودفن بباب أبرز إلى جانب أبي إسحاق الشِّيرازي.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) في النسخ الخطية: عبد الله، وهو تحريف، والمثبت في أغلب مصادر ترجمته، و"توضيح المشتبه": ٤/ ٢٠٢.
(٣) له ترجمة في "تبيين كذب المفتري": ٣٢١ - ٣٢٢، و"المنتظم": ١٠/ ٣١، و"الكامل": ١١/ ٩، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٦١٠ - ٦١١، وفيه تتمة مصادر ترجمته.