حدَّث عن عبد الكريم بن أبي عبد الرَّحْمَن النَّسائيّ، عن أَبيه بكتاب "الضعفاء والمتروكين"، قال الخَطيب: وحدثناه عن البرقاني، وروى عنه الدارقطني هذا الكتاب وغيره. وكان صالحًا ثِقَة.] (١)
وفيها تُوفِّي
أَحْمد بن عليّ
أبو بكر، الرَّازيّ، الإمام، الحَنفي.
ولد سنة خمس وثلاث مئة، وهو إمام أصحاب الرأي في وقته.
كان مَشهورًا بالزُّهد والوَرَع، وحالُه يَزيد على حال الرُّهبان.
وَرَد بغداد في شبيبته، ودرس الفقه على أبي الحسن الكَوْخي، وانتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة، ورحل إليه المتَفَقِّهةُ من البلاد، وخوطب غيرَ مرَّةٍ في أن يَلي القضاء ببغداد فامتنع.
وله التصانيف الحسان منها: كتاب "أحكام القرآن"، وما صُنِّف مثلُه، وغيره.
وقال أبو بكر الأَبْهَرِيّ: خاطبني المطيع على قضاء القُضاة، وكان السَّفيرُ في ذلك أبو الحسن بن أبي عمرو الشَّرابي، فأبَيْتُ عليه، وأشرفُ بأبي بكر الرّازي، فأُحضر وخوطب فامتنع، فسألني أبو الحسن معونتَه على ذلك، فخلوتُ به وحدَّثتُه، فقال: تُشير عليَّ بذلك؟ قلت: لا.
ثم قمنا إلى بين يدي الشَّرابي، فأعاد خطابَه وعُدتُ إلى معونته، فقال لي الرَّازيّ: أليس قد أشرفَ عليَّ أن لا أفعل! فوَجَم أبو الحسن الشَّرابي وقال: سبحان الله، تشير علينا بإنسان وتشير عليه أن لا يفعل! فقلت: نعم، أما لي في ذلك أسوةٌ مالك بن أنس؟ أشار على أهل المدينة أن يُقدِّموا نافعًا القارئ في مسجد رسول الله ﷺ، وأشار على نافع أن لا يفعل، فقيل له في ذلك فقال: نعم، أشرتُ عليكم بنافع بأني لا أعرفُ مثلَه، وأشرتُ عليه أن لا يفعل لأنه يَحصل له أعداء وحُسَّاد، كذا أنا أشرتُ عليكم بأبي بكر لأني لا أعرف مثله، وأشرفُ عليه أن لا يفعل لأنه أسلَمُ لدينه.
(١) ما بين معكوفين من (ف م م ١)، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد ٥/ ٢٨٢، وتاريخ الإِسلام ٨/ ٣١٥.