للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

روى شُرحبيل عن عمر، وعلي، وسلمان، وعُبادة بن الصامت، وعمرو بن عَبَسة وغيرهم.

وروى عنه خالد بن مَعدان، وجُبير بن نُفَير، وسالم بن أبي الجَعْد وغيرهم، وليس له رواية عن رسول الله (١).

وفيها تُوفي

صَعصَعة بن صُوحان

وهو أخو زيد بن صُوحان، وكُنيتُه أبو عمرو، وقيل: أبو طلحة، وقيل: أبو عكرمة.

وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة، وكان من أصحاب أمير المؤمنين، وكان خطيبًا، شهد الجمل وصفّين مع أمير المؤمنين، وكان أميرًا على عبد القيس، واختطَّ بالكوفة (٢)، ونفاه عثمان من الكوفة إلى الشام مع المسيَّرِين لما أنكروا عليه.

وذكره ابن عبد البر، وأثنى عليه وقال: كان مسلمًا على عهد النبي ولم يَره، وكان من سادات عبد القيس، فصيحًا عاقلًا لَسِنًا خطيبًا ديّنًا فاضلًا بليغًا، لم يكن في زمانه أخطبُ منه.

قال له عمر بن الخطاب: أنت منّي وأنا منك، وسببه أن عمر أُتي بمال مَبلغُه ألف ألف درهم، فقسمه، فبقيت منه بقيّة، فقال عمر: ما تقولون فيها؟ فقال صعصعة: يا أمير المؤمنين إنما تُشاور فيما لم يَنزل فيه قرآن، أما إذا نزل فضعْه في مَواضعه التي وَضعه الله فيها، فأُعجب به عمر وقال: صدقتَ أنت منّي وأنا منك (٣).

وقال أبو القاسم بن عساكر: أنكر على عثمان وهو على المنبر، وذكر بمعنى ما ذكرناه عن أخيه زيد، وأنه خرج إلى الشام، فلما قدم دمشق أنزله معاوية دارًا (٤).


(١) انظر تهذيب الكمال (٢٧١٦) والمصادر فيه، والإصابة ٢/ ١٤٣.
(٢) طبقات ابن سعد ٨/ ٣٤٠ - ٣٤١.
(٣) الاستيعاب (١٢٢٣).
(٤) تاريخ دمشق ٨/ ٣٠٦ (مخطوط).