الحديث عن رسول اللَّه ﷺ، وكان له ولدٌ اسمُه عبد اللَّه، وإليه يُنسب شِعب عبد اللَّه بن خالد، وكان لعبد اللَّه بن خالد من الولد: خالد وأُميّة وعبد العزيز.
ولي خالد بن عبد اللَّه البصرة لعبد الملك بن مروان، وولي أخاه أمية حرب أبي فُدَيك الحَروري، فهزمه أبو فُديك، وكان عبد الملك قد عهد إلى خالد بن عبد اللَّه أن يُولّي المهلَّبَ بن أبي صُفْرة حرب الأزارقة، فخالفه وولّاه جبايةَ الخراج، وولى أخاه عبد العزيز بن عبد اللَّه حرب الأزارقة، فخرج إليهم في ثلاثين ألفًا، وهو يقول: زعم الناس أن هذا الأمر لا يتم إلا بالمهلّب، فسوف يعلمون، فلما دنا من عسكر الأزارقة أتاه سعد الطلائع، في خمس مئة فارس، وأعدَّ له من الخمس مئةً، وخرج الكمين واقتتلوا، فانهزم عبد العزيز، وقُتل معظم أصحابه، وتبعهم الخوارج نحو فرسخين، واستباحوا عسكرَه، وأخذوا امرأته، وبلغ عبد الملك فعزل خالدًا، وولّى مكانَه أخاه بشر بن مروان.
وكان لعَتَّاب أختٌ يقال لها: عاتكة بنت أَسيد.
قال محمد بن سلام: أرسل عمر بن الخطاب إلى الشّفاء بنت عبد اللَّه الأموية (١): أن اغدي عليّ، قالت: فغدوتُ، فوجدتُ عاتكة بنت أَسيد ببابه، فدخلنا عليه، فتحدَّثنا ساعةً، فدعا بنَمَطٍ فأعطاها إياه، ودعا بنَمَطٍ دونه فأعطاني إياه، فقلت: تربت يداك يا عمر، أنا قبلها إسلامًا، وأنا بنتُ عمك دونها، وأرسلتَ إليّ، وجاءتك هي من قِبَلها!؟ فقال: ما كنتُ رفعتُ ذلك إلا لك، فلما اجتمعتُما ذكرتُ أنها أقربُ إلى رسول اللَّه ﷺ منك. ولعتّاب بن أَسيد رواية.
[عكرمة بن أبي جهل]
من الطبقة الرابعة من المهاجرين، ويُقال: من الخامسة، وأمُّه أمُّ مجالد بنت يَربوع، عامرية، وكان عكرمة من رؤساء الكفّار على منهاج أبيه، وهو الذي كان يوم أُحد على خيل المشركين، وفعل تلك الأفاعيل، وأسلم يوم الفتح وحسن إسلامُه، وصحب النبي ﷺ، وكان عكرمة ممن هرب يوم بدر، فكان إذا أجهد اليمين قال: لا والذي نجَّاني يوم بدر، وكان يضع المصحف على وجهه ويقول: كلامُ ربِّي، أو: كتاب ربي.
(١) في الاستيعاب (٣٤٥٧)، والتبيين ٢٠٢، والإصابة ٤/ ٣٥٦: العدويّة.