للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال وهب. فتزوَّج إبراهيم بعدها امرأة من الكنعانيين من العرب العاربة، فولدت له ستة نفر، منهم مدين الذي أرسل شعيب إلى أولاده، واسم هذه المرأة: قنطوراء بنت يقطان، وقيل: بنت منطور. قال ابن الجواليقي: وقال حذيفة: يوشك بنو قنطوراء بالمذار أن يُخرِجوا أهل البصرة منها كأني بهم خُزْرَ العيون عِراضَ الوجوه. قال ابن الجواليقي: ويقال: إن قنطوراء كانت جارية إبراهيم فولدت له أولادًا والترك من نسلها (١).

وقال أبو السائب المخزومي: تزوَّج إبراهيم امرأة أخرى يقال لها: حجون أو حجورا، فولدت له خمسة بنين، وقال ابن قتيبة: فجميع أولاد إبراهيم ثلاثة عشر رجلًا (٢).

قلت: وقد حكى ابن سعد عن هشام ابن الكلبي عن أبيه عن أولاد إبراهيم (٣) فقال: إسماعيل أكبر ولده وأمُّه هاجر قبطيَّة، وإسحاق وأمُّه سارة. وقد ذكرناه (٤).

وقال ابن عباس: فرَّق إبراهيم أولاده فبعث إسماعيل إلى جرهم، وإسحاق إلى الشام، ولوطأ ابن أخيه إلى سدوم. وفي أيَّام الخليل أهلك اللهُ قوم لوط لما نذكر.

فصل في وفاة الخليل - (٥)

روى الضحَّاك عن ابن عباس قال: لما أراد الله ﷿ قبض روح إبراهيم أوحى إلى الأرض إني دافن فيكِ خليلي، فاضطربت الدنيا وتشامخت الجبال، وتواضعت منها بقعة يقال لها: حِبْرَى، فأوحى الله إليها: يا حِبْرَى، أنت شعشوعي، وأنت قدسي، وفيك خزانة علمي، وعليك أُنزلُ رحمتي، وأسوق إليك خيار عبادي، فطوبى لمن وضع جبهته فيك، فيك أدفق خليلي وصفييِّ، فمن صلى فيك أمنته يوم الفزع الأكبر.


(١) "المعرب" ص ٣١٠.
(٢) "المعارف" ص ٣٣.
(٣) كذا، ولعله ضمّن حكى معنى الحديث والكلام، وانظر "الطبقات الكبرى" ١/ ٤٧.
(٤) انظر آخر فصل الذبيح إسحاق.
(٥) انظر المعارف ٣٣، وتاريخ الطبري ١/ ٣١٢، وعرائس المجالس ١٠٠، والمنتظم ٣٠٣/ ١، وتاريخ دمشق ٢/ ٣٥١ و ٣٥٧ (مخطوط)، والبداية والنهاية ١/ ٤٠٢.