خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا﴾ [البقرة: ٣٠] أرسل الله عليهم نارًا فأحرقت منهم عشرة آلاف، وبقي رؤساؤهم، فقالوا: يا ربَّنا، كيف نصنع حتى ترضى عنَّا؟ فقال: ابنوا لي في الأرض بيتًا، وطوفوا حوله كما تطوفون حول عرشي، ففعلوا فرضي عنهم. قال جعفر بن محمد الصادق ﵁: فمن ثَمَّ أصل الطواف.
وروى سعيد بن المسيِّب عن ابن عباس: أن آدم بناه وكان موضعه ربوة حمراء، فأوحى الله إلى آدم: طُفْ بها، فطاف بها، قال: وكان آدم لما أهبط إلى الأرض استوحش فأوحى الله إليه: ابنِ هذه الربوة الحمراء بيتًا، فمنها وضعت الدنيا، وطف بها كما رأيت الملائكة تطوف بعرشي، فبناه.
وقد رواه أبو صالح أيضًا عن ابن عباس، وروى مجاهد عنه: أن الله تعالى بناه من غير بناء أحد.
والظاهر أنَّ آدم بناه، وكان ربوة حمراء، وكان قد نزل معه من الجنَّة ياقوتة، فوضعها فيه، وكان جبريل يأتيه بالحجارة من حراء، وطور سينا، وطور زيتا، والجودي وغير ذلك، وهو يبني. وسنذكره عند بناء الخليل ﵇ البيت.
وقال عطاء: لما جاء آدم من الهند ماشيًا صار ما بين قدميه مفاوز، وموضع القدمين عمائر. ثم رجع إلى الهند، واتخذ مغارة فكان يأوي إليها، وكان قد اجتمع بحوَّاء في عرفات فتعارفا فأخذها معه إلى الهند.
ومن الحوادث: مسحُ ظهر آدم وإخراج الذرِّيَّة منه
قال أحمد بن حنبل بإسناده عن ابن عباس، عن النبي ﷺ قال:"أخَذَ الله الميثاقَ من ظهرِ آدمَ بأرضِ نَعْمَان -يعني أرضَ عرفة- فأخرج من صُلبهِ كلَّ ذرِّيَّة ذَرَأها فنَثَرها بينَ يدَيهِ كالذَّرِّ، ثم كلَّمَهم قِبَلًا، فقال: ﴿أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٧٢] "(١) ومعنى "قِبَلًا" أي: عيانًا.
وقال أحمد بن حنبل بإسناده عن عمر بن الخطاب ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ.