للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليه، فقال لأمِّ موسى القهرمانة: هذا الكتاب عندي، وأنا خازنُ المسلمين، فإن مكَّنتُموني من خَزْنه كما يَجب وإلا فاصرفوني، والله لا أُعطيكم إيَّاه ولو عُرِضتُ على السيف.

فشكَتْه أمُّ المقتدر إلى ابنها وقالت: اعزِلْه، فقال له المقتدر: كيف الحال؟ فكشَفَه له، فقال: مثلُك يَا أَحْمد مَن قُلِّد القضاء، أقم على ما أَنْتَ عليه، بارك الله عليك.

فلمَّا عاودَتْه أمُّه قال لها: الأحكام لا طريقَ إلى اللَّعب بها، وأَحمد مأمونٌ عندنا، مُحبٌّ لدولتنا، وكشف لها الحال، فقالت: ما علمتُ أنَّ هذا لا يجوز، فارْتَجعَت المال، وفَسخت البيع، وشكرت أَبا جعفر على ذلك، فقال أبو جعفر: مَن قدَّم أمرَ الله على أمر المخلوقين كفاه الله شرهم.

ذكر وفاته:

تُوفِّي في ربيع الآخر من هذه السنة، وقيل: في سنة سبع عشرة وثلاث مئة.

سمع أباه، وكان أبوه فاضلًا صنَّف "المسند" وغيره، وروى أبو جعفر أَيضًا عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، ومؤمَّل بن إهاب، وأبي سعيد الأشَجّ، وغيرهم.

وروى عنه الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وآخرون. وحمل النَّاسُ العلمَ عن أَبيه وجده، وعنه وعن ابنه محمَّد، وعن ابن أخيه داود بن الهيثم بن إسحاق، وهم بيتُ العلم، واتَّفقوا عليه.

جعفر بن محمَّد بن يعقوب

أبو الفضل، الصَّنْدَلي، البغدادي (١).

كان صالحًا من الأبدال، سمع علي بن حَرْب وغيره، واتَّفقوا عليه.

[سعيد بن عبد العزيز بن مروان]

أبو عثمان، الحَلَبيّ، الزَّاهد (٢).


(١) تاريخ بغداد ٨/ ١٢٠، والمنتظم ١٣/ ٢٩٥، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٣٣٧.
(٢) حلية الأولياء ١٠/ ٣٦٦، وتاريخ دمشق ٧/ ٢٩٧ (مخطوط)، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٣٤٠، والسير ١٤/ ٥١٣.