للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبدُ الله بن طاهر: هذا سَعوطٌ، لو سُعِط به مجنونٌ لبرأ (١).

[وفيها قُتِل]

[وصيف التركي]

كان أميرًا كبيرًا، خدمَ جماعةً من الخلفاء، وكان حاكمًا على الدُّول.

وسببُ قتله أنَّه استولَى على المعتز، واحتجر على الأموال لنفسه، فشغبت الأتراكُ والفراغنة والأشروسنية وطلبوا أرزاقهم، فخرج إليهم بُغَا ووَصيف وسيما الشرابي في نحوٍ من مئة رجل من أصحابهم، فقال لهم وصيف: ما تريدون؟ قالوا: أرزاقنا، فقال: ما لكم عندنا سوى التراب فخذوه، مالٌ ما عندنا، وقال بغا: ثم (٢) نسألُ أمير المؤمنين لكم، وخرجَ بغا وسيما لاستئمار الخليفة، وبقيَ وصيف في دار أشناس (٣)، فوثبوا عليه فضربوه بالطبرزينات حتى قتلُوه، وقطعوا رأسه، ونصبوه على محراك تنُّور، وبلغ المعتزّ، فولَّى بغا الشرابي ما كان إلى وصيف (٤).

وقال هلال بن المُحْسن الصابي: حدثني بعض [مشايخ قم] قال: وردَ علينا قم وصيفٌ أميرًا [على بلدتنا، فـ] لقيناه، فرأيناه عاقلًا راجحًا، فسَأَلنَا عن [أمرِ] بلدنا وأهله سؤال عالمٍ [به، وسألنَا عن شيوخ] البلد، إلى أن انتهى إلى [أن ذكر] رجلًا، فلم يعرفه منَّا إلَّا رجلٌ واحد، [ثمَّ أتبَع] ذكرَه بتعظيمِ أمره، وتَعرُّفِ خبر ولده، وحالِه في معيشته، وأطال إطالةً استجهلنَاه فيها، ثمَّ قال: أحضرونيه إحضارًا رفيقًا، فإنِّي أكرهُ أن أنفُذَ إليه فينزعج، فأحضرناه، فلمَّا وقعت عينه عليه قام إليه وأجلسَه معه في دَسته (٥)، ثمَّ أقبل يسألُه عن أهله وولده، والشيخُ يجيبه جوابَ دَهشٍ، ثمَّ قال له: أحسبُكَ قد نسيتني وأنكرتَ معرفتي، فقال: كيف أُنكِر الأميرَ مع جلالة قدره؟! فقال: دع هذا، أتعرفُني جيِّدًا، قال: لا، قال: أنا وصيفٌ مملوكُك، ثمَّ التفتَ إلينا وقال: يا مشايخ،


(١) من قوله: وقال محمد بن عبد الله. . . إلى هنا، ليس في (ب).
(٢) في (خ): بم، وفي تاريخ الطبري ٩/ ٣٧٤: نعم.
(٣) من قوله: فشغبت الأتراك. . . إلى هنا. ليس في (ب).
(٤) في (ب): فولى بغا الشرابي ما كان إلى بغا التركي. انتهت ترجمته والحمد لله وحده.
(٥) الدَّست: صدر المجلس. الوسيط (دست).