للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقال الخطيب: وفيه يقول أخوه عبيد الله بن عبد الله بن طاهر:] (١) [من الخفيف]

هُدَّ ركنُ الخلافة الموطودُ … زال عنها السُّرادقُ الممدودُ

يا كسوفان ليلة الأحد النَّحـ … ـس أحلَّتكُما النجومُ السعودُ

أحدٌ كان حدُّه من نحوسٍ … جمعت نَحْسَها إليه الأحودُ

كسفَ البدرُ والأميرُ جميعًا … فانجلَى البدرُ والأميرُ غَمِيدُ

[قال الخطيب:] ولمَّا مات محمدٌ تنازعَ في الصلاة عليه أخوه عبيد الله بن عبد الله ابن طاهر] وابنه طاهر بن محمد، وكان قد أوصى أن يصلِّيَ عليه ابنُه طاهر، واستخلفَ على بغداد أخاه عبيد الله ابن عبد الله]، فصلَّى عليه ابنُه طاهر، واقتتل أهل بغداد من الجانبين؛ فريق مع طاهر، وفريق مع عبيد الله، وكان عوام بغداد إلى ابنه طاهر أميل.

ودُفِنَ بمقابر قريش، ووردتِ الخلعُ من المعتزِّ لأخيه عبيد الله، وتقرره مكانَ أخيه، وأطلقَ له خمسينَ ألف درهم (٢).

وقال محمد بن عبد الله بن طاهر: كنت واقفًا على رأس أبي، وعنده أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وأبو الصَّلت الهَرَويّ، فقال أبي: ليحدِّثني كلُّ رجلٍ منكم بحديث، فقال أبو الصلت: حدثني عليُّ بن موسى الرضا -وكان والله رضا كما سُمِّي- قال: حدَّثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن [الحسين، عن أبيه] (٣) الحسين بن عليّ، عن أبيه عليّ قال: قال رسول الله : "الإيمانُ قولٌ وعمل" (٤)، فقال بعضهم: ما هذا الإسناد؟! فقال أبي


(١) ما بين حاصرتين من (ب). وفي (خ) و (ف): وقال أخوه عبيد الله بن عبد الله بن طاهر.
(٢) أي أمر عبيد الله للذي أتاه بالخلع بخمسين ألف درهم. انظر تاريخ الطبري ٩/ ٣٧٧. وما سلف بين حاصرتين من (ب).
(٣) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد ٣/ ٤٢١.
(٤) أخرجه ابن ماجه (٦٥) بلفظ: "الإيمان معرفة بالقلب وقولٌ باللسان، وعمل بالأركان"، وكذا أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (٣٦) وقال: هذا حديث موضوع، لم يقله رسول الله . قال الدارقطني: والمتهم بوضع هذا الحديث أبو الصلت الهروي. . . اهـ وانظر "المصنوع" للملَّا علي القاري وما علقه الشيخ عبد الفتاح أبو غدة حول هذا الحديث ص ٧٠ - ٧١.