للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بجامع المهديِّ، ثم مضى إلى قصره واختفى في الليل، فكانت أيّامه سنةً وأحدَ عشرَ شهرًا وأيامًا.

وقال أبو معشر: لم يزل يُخطب لإبراهيمَ على المنابر حتى قارب المأمونُ بغداد، فضعف أمرُه وتفرَّق عنه الناس.

وفيها كُسفت الشمسُ ليلةَ الأحد لليلتين بقيتا من ذي الحِجَّة [حتى ذهب ضوءُها، وغاب أكثرُ من ثُلثيها، فأظلمت الدنبا إلى الظهر، ثم انْجَلَت، وكان انكسارُها في] (١) أوَّل النهار.

[وذكر جدِّي في "التلقيح" (٢) وقال: وفي سنة ثلاثٍ ومئتين] زُلزلت (٣) مَرْوُ حتى سقطت مَنارةُ الجامع، وسقط المسجدُ الجامع ببَلْخَ، ونحوٌ من رُبع المدينة.

وحجَّ بالناس سليمانُ بن عبدِ الله بنِ سليمانَ بن عليّ.

[وفيها توفِّي

خُزَيمةُ بن خازم

القائدُ النَّهْشَلي، وقد ذكرنا تقدُّمَه عند بني العباس، وتوليةَ الخلفاء له الولايات، وهو الذي ولَّاه الأمينُ الجزيرةَ ونزح عنها القاسمَ بن هارون، وهو الذي عاب على الأمين غدرَه بالمأمون، وقال: سوف ترى.

وكان خُزَيمةُ شجاعًا جَوَادًا، وكان ببغدادَ دربٌ يُعرف بدرب خُزَيمة.

وكانت وفاتُه في شعبانَ ببغداد، وكان قد ذهب بصره. وله روايةٌ في الحديث عن مالك بن أنسٍ (٤) وابن أبي ذئب وغيرِهما.]

وفيها توفِّي


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) ص ٨٨.
(٣) في (خ): وفيها زلزلت …
(٤) لم تذكر الكتب التي بين يدي رواية له عن مالك رحمه الله تعالى. انظر تاريخ بغداد ٩/ ٣٠١، والأنساب ١٠/ ٣٤، والمنتظم ١٠/ ١١٨، وتاربخ الإسلام ٥/ ٦٨. والترجمة غير موجودة في (خ).